في تطور لافت في المشهد السوري، جرت أمس السبت، لقاءات تجمع رجل الأعمال السوري-البريطاني أيمن أصفري، الاسم البارز في عالم الطاقة، بالرئيس أحمد الشرع. لم يكن اللقاء عاديا، بل حمل في طياته أبعادا اقتصادية وسياسية تستحق التأمل. وبحسب مصادر "شبكة بلدي الإعلامية"، كان الحوار موجها لاستكشاف آفاق الاستثمار في قطاع النفط، ذلك القطاع الحيوي الذي يشكل عصب الاقتصاد ومفتاح إعادة البناء في سوريا المثقلة بالتحديات.
أيمن أصفري، الشريك الرئيسي في "مجموعة بتروفاك"، ليس مجرد رجل أعمال يمتلك خبرة واسعة في صناعة الطاقة، بل شخصية أثارت جدلا في الأوساط السورية. ففي مطلع نيسان الماضي، وخلال مقابلة مع "تلفزيون سوريا"، لم يتردد أصفري في توجيه نقد لاذع لإدارة الرئيس الشرع، مركزا على ما اعتبره "خللا دستوريا" يتمثل في غياب فصل السلطات وتضخم صلاحيات رئيس الجمهورية. وفي تلك اللحظة، أكد أصفري، بحسم لافت، رفضه لأي طموح لتولي منصب رسمي، ليضع بذلك حدا للتكهنات التي راجت قبل أسابيع من المقابلة، والتي رشحته كمرشح قوي لرئاسة الوزراء.
تلك التكهنات، التي انتشرت بنهاية آذار الفائت، اصطدمت بقرار الشرع بتولي رئاسة الحكومة بنفسه، في تشكيلة حكومية أثارت الكثير من الجدل بغياب منصب رئيس الوزراء. وهنا، يبرز السؤال: هل يعكس لقاء أصفري والشرع محاولة لردم الهوة بين رؤية رجل الأعمال الناقدة وطموحات السلطة التنفيذية؟ أم أنه مجرد خطوة استكشافية في سياق اقتصادي بحت؟
أيمن أصفري، الذي نال لقب أحد أثرى السوريين مرات عديدة خلال العقد الماضي، ليس غريبا عن الأضواء العالمية. فقد اختارته "فوربس" ضمن قائمتي "أثرياء الطاقة" لعام 2016 و"أغنى أغنياء العالم" لعام 2013، مما يعكس مكانته كلاعب رئيسي في ساحة الاقتصاد العالمي. لكن، في بلد يعاني من تداعيات الحرب والتحولات السياسية، يبقى السؤال: هل يمكن لمثل هذه اللقاءات أن تمهد لشراكة حقيقية بين رأس المال والسلطة، أم أنها ستظل محطة عابرة في مسار مليء بالتناقضات؟
في النهاية، يبقى اللقاء بين أصفري والشرع محطة تستحق المتابعة، ليس فقط لما تحمله من إمكانيات استثمارية، بل لما تعكسه من ديناميات القوة والتأثير في سوريا الجديدة.