بلدي
يعاني أكثر من 2500 طالب وطالبة في مناطق ما تسمى “نبع السلام” (تل أبيض - رأس العين - سلوك)، من صعوبة متابعة تعليمهم الجامعي بسبب الوضع الأمني المعقد وقيود التنقل المفروضة من قبل “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد).
ووفق ما نقل موقع “منصة سوريا” عن مصادر محلية، فإن الطلاب الذين تتراوح أعمارهم بين 17 و35 سنة توقف قسم كبير منهم عن الدراسة نتيجة الظروف الأمنية التي شهدتها المنطقة بعد انطلاق الثورة السورية، وأن استمرار الحصار جعل الانتقال إلى مدن سورية أخرى صعباً أو مستحيلاً، ما حال دون استكمال تعليمهم حتى بعد حصولهم على شهادة البكالوريا.
وأشار الموقع إلى أن فروعاً جامعية تابعة لجامعة حلب "المحررة" أُنشئت منذ تحرير مناطق نبع السلام في أواخر 2019، تشمل تخصصات محدودة مثل إدارة الأعمال، والمعهد التقني الهندسي، والزراعة، والطب البيطري، والتمريض والحاسوب، غير أن نقص التخصصات الأدبية والعلمية مثل الحقوق والعلوم السياسية والإعلام حد من خيارات الطلاب، ما أجبر غالبية الناجحين على التوقف عن متابعة تعليمهم وفق رغباتهم الدراسية.
وأردف أن المفاجأة الكبرى جاءت مع إعلان قوائم المفاضلات الجامعية لهذا العام، إذ لم يُدرج فرع تل أبيض ضمن هذه القوائم، ما أدى إلى حرمان الطلاب من التسجيل ومتابعة التعليم الجامعي.
كما أشار الأهالي إلى حالات اعتقال طلاب حاولوا الانتقال لمناطق أخرى للتسجيل، معتبرين أن الخطر الأمني يمنعهم من إرسال أبنائهم خارج المنطقة، وقال أحد الأهالي: “عند إرسال ولدي لمحاولة التسجيل في منطقة السبخة، تم اعتقاله من قبل قوات سوريا الديمقراطية ولم يتم إخراجه حتى الآن".
وأضاف التقرير أن الطلاب يواجهون صعوبات إضافية تتجاوز عدم شمولهم في قوائم المفاضلات، وتشمل نقص التخصصات الجامعية، والوضع المادي الصعب، والحاجة إلى التنقل عبر مناطق خطرة للتسجيل، بالإضافة إلى خطر التجنيد الإجباري المحتمل من جانب “قوات سوريا الديمقراطية”.
ويطالب الطلاب وأهاليهم الجهات الرسمية ووزارة التربية والتعليم بالحكومة السورية الانتقالية، بفتح فروع جامعية في تل أبيض ورأس العين تحت إشراف الوزارة، إضافة إلى إدراج منطقتهم ضمن قوائم المفاضلات الجامعية، وتوسيع التخصصات لتشمل الحقوق والعلوم السياسية والإعلام، إلى جانب التخصصات التقنية القائمة، وتأمين طرق آمنة للطلاب الراغبين بمتابعة تعليمهم وفتح مراكز تسجيل داخل المنطقة.
وحذر التقرير من أنه في حال عدم اتخاذ إجراءات عاجلة وفعالة، فإن مستقبل الطلاب في سلوك وتل أبيض شمالي الرقة، ورأس العين شمالي الحسكة، سيكون مهدداً بشكل حقيقي.