بلدي
جددت الرئاسة الروحية للمسلمين الموحدين الدروز في سوريا، بقيادة الشيخ حكمت الهجري، مطالبتها بفرض حماية دولية مباشرة للدروز في محافظة السويداء، متهمة "العصابات المهاجمة" بخرق اتفاق وقف إطلاق النار وارتكاب انتهاكات وصفتها بـ"الجرائم التي يندى لها جبين الإنسانية".
وأكدت الرئاسة في بيان لها أن “الطائفة المعروفية تبادر دائماً للصلح، لكنها مضطرة للدفاع عن النفس في ظل استمرار الهجمات”.
وناشدت الرئاسة الروحية الدول الضامنة لاتفاق وقف إطلاق النار، الذي أُعلن صباح اليوم، الوفاء بتعهداتها لوقف ما وصفته بـ"الهجمة الإرهابية والإبادة الجماعية" بحق أبناء الطائفة الدرزية، مطالبة بتدخل دولي عاجل لحماية المدنيين.
وتشهد السويداء، ذات الغالبية الدرزية، اشتباكات عنيفة بين فصائل محلية وعشائر بدوية، تطورت إلى عمليات انتقامية، وسط تقارير عن مقتل أكثر من 321 شخصاً، بينهم مدنيون، وفق الشبكة السورية لحقوق الإنسان.
في السياق ذاته، دعا الشيخ موفق طريف، الرئيس الروحي للطائفة الدرزية في إسرائيل، إلى الحفاظ على اتفاق وقف إطلاق النار، مؤكداً في تصريحات لوكالة "سبوتنيك" الروسية أن "الشعب السوري عانى كثيراً، وحان الوقت لتوحده".
وأشار إلى وجود مباحثات بوساطة أمريكية بين القيادة الإسرائيلية والسورية لإحلال السلام، معرباً عن أمله في أن تستوعب الحكومة السورية الجديدة جميع مواطنيها، خاصة الأقليات.
وأضاف أن بعض السوريين عبروا إلى إسرائيل هرباً من "المجازر" في السويداء، داعياً جميع الأطراف إلى احترام الاتفاق.
ورغم إعلان الرئاسة السورية وقفاً شاملاً وفورياً لإطلاق النار صباح اليوم، أكدت مصادر محلية استمرار هجمات العشائر التي توافدت إلى المحافظة خلال اليومين الماضيين، وسط مقاومة شعبية شرسة.
وبحسب بيان الرئاسة الروحية للدروز، يتضمن الاتفاق نشر حواجز أمنية خارج الحدود الإدارية للسويداء، ومنع دخول أي جهة إلى القرى الحدودية لمدة 48 ساعة، مع تأمين خروج آمن لأفراد العشائر البدوية وفتح معابر إنسانية في بصرى الحرير وبصرى الشام.
وتأتي هذه التطورات في ظل أزمة إنسانية متفاقمة، حيث استقبل المستشفى الحكومي في السويداء أكثر من 400 جثة منذ الإثنين، بينهم نساء وأطفال، مما يعكس حجم العنف الذي تشهده المحافظة.