بلدي - نهى ملحم
تشهد دمشق ازدحاماً كبيراً أمام الجمعيات الخيرية، في ظل تزايد أعداد المحتاجين وقلة الموارد المتاحة لتغطية احتياجاتهم. وتلعب الجمعيات الإغاثية المحلية والدولية دوراً حيوياً في تقديم المساعدات الطبية والغذائية والمادية، لكنها تواجه ضغوطاً هائلة نتيجة الطلب المتزايد، بحسب ما تحدث خالد ونوس مسؤول مالي في اتحاد الجمعيات الخيرية لبلدي نيوز.
وقال ونوس : "كل فترة نلاحظ تزايداً في عدد العائلات التي تطلب المساعدة، في وقت مواردنا تتضاءل بسبب التحديات المالية والإدارية". وأضاف: "نحاول إيصال المساعدات بشكل عادل وشفاف، لكن الطلب يفوق بكثير ما نستطيع تقديمه".
وأشار ونوس إلى أن الجمعيات تعطي الأولوية للحالات الإسعافية والخطرة، بينما الحالات المزمنة أو الأقل خطورة قد تضطر للانتظار أو لا تتم تغطيتها بالكامل، بسبب ارتفاع التكاليف ونقص الأدوية. وأوضح أن عدم تلبية جميع الطلبات لا يعني الإهمال، بل يعكس واقعاً صعباً يتم التعامل معه ضمن الإمكانيات المتاحة.
وفي نقاط التوزيع، يقف الناس لساعات طويلة للحصول على الدعم. ويقول أحد العاملين في جمعية "صندوق العافية" بدمشق: "نستقبل المحتاجين في يوم واحد فقط من الأسبوع، حيث يأتي إلينا أكثر من ألف شخص، بينما مواردنا تكفي لبضع مئات فقط، ما يخلق ازدحاماً كبيراً ويؤدي إلى تذمر البعض ظناً أن هناك تمييزاً، بينما الواقع أن الموارد محدودة جداً مقارنة بحجم الحاجة".
ويعبر العديد من الأهالي عن استيائهم من الازدحام الطويل ونفاد المواد قبل وصولهم. تقول سيدة من ريف دمشق: "صرلي أسبوعين عم أجي عالفاضي وأنا بحاجة دواء مزمن.. وكل مرة بشوف ناس كتير واقفة بالساعات وبسمع قصص ناس ما حصلوا على المساعدة رغم حاجتهم الكبيرة".
ويضيف أبو محمد من دمشق: "ابني بحاجة لعملية طارئة، رحت على أكثر من جمعية قالوا ما يغطيوا كل تكاليف العملية إلا جزءاً منها".
كما يشكو البعض من ضعف التنظيم، حيث يقول أحد الشباب المنتظرين: "هناك فوضى في عملية التسجيل والتوزيع، وبعض العائلات تحصل على الدعم أكثر من مرة، بينما لا يتم تلبية احتياجات أسر أخرى إطلاقاً".
وتعكس هذه الأصوات حجم الضغوط الكبيرة التي تواجهها الجمعيات في محاولة تلبية حاجات عدد كبير جداً من المحتاجين، ما يزيد من معاناة الأهالي ويبرز الحاجة إلى دعم أوسع وتنظيم أفضل.