بلدي
تعثرت الجهود الرامية إلى التوصل إلى اتفاق أمني بين سوريا وإسرائيل في اللحظات الأخيرة، نتيجة إصرار إسرائيل على فتح "ممر إنساني" يربطها بمحافظة السويداء جنوب سوريا، وفقاً لأربع مصادر مطلعة على الملف نقلت عنها وكالة “رويترز”.
ويأتي هذا التعثر بعد تقارب ملحوظ في الأسابيع الأخيرة، حيث اقتربت الطرفان من الاتفاق على الخطوط العريضة للصفقة عقب أشهر من المحادثات السرية في باكو وباريس ولندن، بوساطة أمريكية، وتسارعت وتيرتها قبل انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك هذا الأسبوع.
ويهدف الاتفاق المقترح، حسب تسريبات سابقة، إلى إقامة منطقة منزوعة السلاح في جنوب سوريا تشمل محافظة السويداء ذات الغالبية الدرزية.
وتشمل المطالب الإسرائيلية، وفقاً لنفس التسريبات، إنشاء ممر يُوصف بـ"الإنساني" لربط إسرائيل بالسويداء، رغم عدم التواصل الجغرافي المباشر بينهما، إذ تفصل المحافظتين السوريتين درعا والقنيطرة بين السويداء والحدود مع الجولان المحتل.
ورفضت سوريا هذا الطلب معتبرة إياه انتهاكاً لسيادتها الوطنية، وأفاد مسؤولان إسرائيليان ومصدر سوري وآخر في واشنطن مطلعون على التفاصيل بأن إسرائيل أعادت طرح الطلب في مرحلة متقدمة جداً من المفاوضات، مما أعاق خطط الإعلان عن الاتفاق هذا الأسبوع، ولم يُذكر هذا النقاش الشائك في أي تقارير سابقة.
ولم يصدر رد من وزارة الخارجية الأمريكية أو مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أو الخارجية السورية، على استفسارات “رويترز” حول تفاصيل الصفقة أو النقاط المعنية.
وكانت “رويترز” قد نقلت الأسبوع الماضي عن تسع مصادر مطلعة أن الاقتراح السوري يركز على انسحاب القوات الإسرائيلية من الأراضي التي احتلتها مؤخراً، وإعادة تفعيل المنطقة العازلة المتفق عليها في اتفاقية فض الاشتباك لعام 1974 كمنطقة منزوعة السلاح، بالإضافة إلى وقف الغارات الجوية والتوغلات البرية الإسرائيلية في سوريا.
ومنذ سقوط نظام بشار الأسد في الثامن من كانون الأول/ديسمبر 2024، اجتاحت القوات الإسرائيلية المنطقة العازلة في الجولان المحتل، ووسعت احتلالها لأراضٍ سورية إضافية، وضربت مرات عدة مواقع عسكرية في البلاد.