بلدي
كشفت مصادر أمريكية وإسرائيلية عن تطورات جديدة في التوترات المتصاعدة بين إسرائيل وإيران، حيث نقلت وكالة “رويترز”، اليوم الأحد عن مسؤولين أمريكيين اثنين قولهما إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عارض خطة إسرائيلية لاغتيال المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي خلال الأيام الماضية.
وأوضح مسؤول كبير في الإدارة الأمريكية: "هل قتل الإيرانيون أمريكياً حتى الآن؟ لا. إلى أن يفعلوا ذلك، لن نتحدث حتى عن استهداف القيادة السياسية"، مشيراً إلى أن ترامب يسعى لتجنب تصعيد قد يجر الولايات المتحدة إلى مواجهة مباشرة مع طهران.
في السياق ذاته، أفادت وسائل إعلام إسرائيلية، مساء السبت، أن إسرائيل درست خيار اغتيال خامنئي دون الكشف عن تفاصيل إضافية، بينما نقلت صحيفة "وول ستريت جورنال" عن مسؤول إسرائيلي قوله إن خامنئي "ليس خارج نطاق الاستهداف"، مؤكداً أن الهجمات الإسرائيلية تستهدف ليس فقط البرنامج النووي الإيراني، بل أيضاً النظام السياسي والعسكري في طهران.
وأضاف المسؤول أن إسرائيل قتلت تسعة علماء نوويين إيرانيين وعدداً من كبار الجنرالات، مضيفاً أن "البنية التحتية النووية الإيرانية تلقت ضربة موجعة".
من جهة أخرى، أشار ترامب في مقابلة مع شبكة "إيه بي سي"، اليوم الأحد، إلى إمكانية انخراط الولايات المتحدة في النزاع لدعم إسرائيل بهدف "القضاء على البرنامج النووي الإيراني"، لكنه شدد على أن إدارته تنأى بنفسها حالياً عن المشاركة المباشرة في العمليات الإسرائيلية ضد إيران، خشية أن يمنح ذلك طهران مبرراً لاستهداف مصالح أمريكية.
ونقل موقع "أكسيوس" عن مسؤول إسرائيلي أن ترامب أبلغ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو باستعداده للتدخل إذا اقتضت الحاجة، خاصة في تدمير منشأة "فوردو" النووية الإيرانية، التي تتطلب قنابل خارقة للتحصينات وطائرات قاذفة ثقيلة تفتقر إليها إسرائيل.
وأكد المسؤول الإسرائيلي أن الولايات المتحدة تدرس طلب إسرائيل بالمشاركة في تدمير "فوردو"، التي تُعدّ إحدى المنشآت النووية الإيرانية الأكثر تحصيناً، حيث بُنيت في أعماق جبلية.
وتأتي هذه المناقشات وسط حملة جوية إسرائيلية مكثفة ضد إيران، شملت استهداف منشآت نووية وعسكرية، بالإضافة إلى اغتيالات طالت قادة عسكريين وعلماء إيرانيين بارزين.
في المقابل، توعد المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي برد "قاسٍ ومؤلم" على الهجمات الإسرائيلية، بينما أفادت وسائل إعلام إيرانية بمقتل أكثر من 128 شخصاً في الغارات الإسرائيلية، فيما قدرت منظمة حقوقية مقرها واشنطن عدد القتلى بـ406 أشخاص.
وعلى صعيد الدبلوماسية، ألغيت محادثات كانت مقررة اليوم في عُمان بين الولايات المتحدة وإيران بشأن البرنامج النووي، نتيجة التصعيد العسكري، في حين دعا ترامب، عبر منصة "تروث سوشيال"، إيران وإسرائيل إلى "عقد صفقة" لإنهاء الصراع.
وتستمر المخاوف من اتساع نطاق الصراع إلى حرب إقليمية شاملة، مع تصاعد الضربات الصاروخية بين إسرائيل وإيران لليوم الثالث على التوالي، واحتمال دخول الولايات المتحدة إلى المواجهة.
