بلدي
شهد ريف حلب الشرقي، مساء الأحد، تصعيداً ميدانياً حاداً بين الجيش السوري و"قوات سوريا الديمقراطية" (قسد)، مع تبادل إطلاق نار مدفعي وصاروخي على محور دير حافر، وسط إغلاق طرق حيوية واتهامات متبادلة بالقصف وخرق الاتفاقات.
وأفادت مصادر محلية بأن “قسد” استهدفت قريتي حميمة والكيطة بقذائف مدفعية، مما أسفر عن أضرار مادية كبيرة في الممتلكات المدنية دون إصابات بشرية فورية، فيما رد الجيش السوري بضربات على مواقع إطلاق النار ومراكز التمركز.
وأشارت وكالة الأنباء السورية (سانا) إلى أن الاشتباكات اندلعت بعد استهداف قسد لقرى أبو جدحة وحميمة ورسم الحرمل والشويليخ والكيطة، مما دفع الجيش إلى تنفيذ "صليات صاروخية" على مواقع القوات الكردية في محيط دير حافر ومسكنة.
في سياق متصل، أصدرت قسد بياناً مساء الأحد يتهم فيه القوات الحكومية بـ"انتهاكات جديدة" في دير حافر، مدعية أن طيراناً انتحارياً تابعاً لدمشق هاجم سيارة عسكرية صباح اليوم، مما أسفر عن إصابة ثلاثة مقاتلين بجروح طفيفة، تلاها استهداف طائرة مسيرة لدورية أمن داخلي في المساء، أدى إلى إصابة أربعة آخرين.
وأضاف البيان أن الأحياء السكنية في دير حافر تعرضت لقصف مدفعي عشوائي "يهدف إلى بث الذعر بين السكان"، معتبراً هذه العمليات محاولة لـ"خلق الفوضى وزعزعة الاستقرار في شمال وشرق سوريا".
وقبل الاشتباكات، أغلقت الحكومة السورية الطرق الواصلة بين مناطق سيطرتها ومناطق نفوذ “قسد” شمال شرقي البلاد، بما في ذلك طريق سلمية-الطبقة وحاجز زكية على طريق الرقة-حمص، وذلك في خضم إجراءات أمنية تزامنت مع انتخابات مجلس الشعب.
ويأتي هذا التصعيد في ظل توترات مستمرة منذ اتفاق آذار/مارس 2025 بين قائد “قسد” مظلوم عبدي والرئيس الانتقالي أحمد الشرع، الذي كان يهدف إلى دمج “قسد” في الجيش السوري الجديد، لكنه تعرض لانتهاكات متكررة أدت إلى اشتباكات متفرقة في دير حافر والخفسة ومنبج ودير الزور.