بلدي
كشفت مصادر طبية بالسويداء، عن تقديم وثائق وأدلة تثبت ارتكاب قوات تابعة للحكومة السورية، انتهاكات وجرائم بحق الطواقم الطبية في محافظة السويداء، إلى منظمات وجهات دولية، وتتضمن هذه الأدلة توثيقات لاستهداف المستشفيات وإعدام الكوادر الطبية وتصفية الجرحى واحتجاز الأطباء، وإهانتهم على خلفيات دينية.
وأثار مقطع مصور انتشر اليوم غضباً واسعاً في الشارع السوري، يوثق عملية إعدام ميداني للمهندس محمد بحصاص، أحد المتطوعين في الطاقم الطبي بمشفى السويداء الوطني.
ويظهر المقطع عناصر من "وزارتي الدفاع والداخلية" وهم يقتحمون المشفى، يجمعون الكوادر الطبية تحت تهديد السلاح، وينفذون جريمة الإعدام بعد تعرض بحصاص للضرب والاعتداء.
وبحسب ما ذكرت شبكة “السويداء 24” فإنه وفقاً لتسجيلات كاميرات المراقبة بتاريخ 16 تموز/يوليو 2025، اقتحمت قوات رسمية المشفى من الباب الرئيسي، وصولاً إلى الأقسام الداخلية، حيث قامت بتخريب الكاميرات وتصفية أحد أفراد الطاقم الطبي. كما تظهر التسجيلات عنصراً قيادياً في "الأمن الداخلي" يوجه تعليمات لعناصر عسكرية، قبل تنفيذ الجريمة، مع محاصرة المشفى بالدبابات والآليات المدرعة.
وأشارت مصادر طبية إلى أن جريمة مماثلة استهدفت المهندس وائل عزام، رئيس قسم الجاهزية في مديرية الصحة، حيث تم إعدامه ميدانیاً من قبل عناصر تابعة لـ"وزارة الدفاع".
وتؤكد هذه الانتهاكات خرقاً صارخاً للقانون الدولي الإنساني، الذي يحمي المستشفيات والمرافق الصحية كأماكن مدنية، وفقاً لاتفاقية جنيف الرابعة.
وتنص المادة 18 من الاتفاقية على أن “المستشفيات المدنية يجب أن تُحترم وتُحمى في جميع الأوقات، ولا يجوز أن تكون هدفاً للهجوم”.
كما يعتبر الهجوم المتعمد على المستشفيات جريمة حرب بموجب المادة 8 من نظام روما الأساسي، للمحكمة الجنائية الدولية.
وفي ظل استمرار الفوضى الأمنية، طالب شيوخ عقل السويداء الثلاثة،، إلى جانب مظاهرات شعبية خرجت في المدينة، بفتح تحقيق دولي عاجل في هذه الجرائم.
يذكر أن حقوقيين سوريين أعدوا الشهر الماضي، مذكرة قانونية مفصلة قالوا إنها تثبت تورط العميد أحمد هيثم الدالاتي، قائد الأمن الداخلي في السويداء، والعميد شاهر جبر عمران قائد الأمن الداخلي بدرعا، في ارتكاب جرائم حرب وانتهاكات جسيمة خلال الهجوم الأخير على السويداء، في حين تتهم الحكومة السورية فصائل محلية بالسويداء بارتكاب جرائم وانتهاكات بحق عشائر البدو في المحافظة.
