أعلنت «المنظمة السورية للطوارئ» (SETF) بالتعاون مع «الإغاثة الإسلامية في الولايات المتحدة» (IRUSA) إغلاق مخيم الركبان على الحدود السورية-الأردنية.
وبعد استكمال إعادة آخر 86 عائلة (394 شخصاً) إلى بلداتهم في مهين والقريتين وتدمر وحمص والضمير ودير الزور خلال أحد عشر يوماً، لينتهي بذلك أحد أصعب فصول النزوح في سوريا الحديثة.
أسّس المخيم مطلع العقد الماضي قرب منطقة خفض التصعيد المحيطة بقاعدة التنف الأميركية، وضمّ في ذروته أكثر من 85 ألف نازح من البادية السورية.
وخضع هؤلاء لحصار مشدد فرضه النظام السابق وحلفاؤه، بينما أغلقت الأردن الحدود وأوقفت المساعدات المنتظمة عام 2016 بعد هجوم لتنظيم داعش أسفر عن مقتل سبعة جنود أردنيين.
نتيجة ذلك عانى السكان غياب شبه تام للغذاء والدواء، واعتمدوا على التهريب بأسعار باهظة، فيما كانت الخدمات الطبية شبه معدومة.
ومنذ 2019 نفّذت SETF تدخلات إنسانية حيوية، بدأت بتأسيس أول صيدلية مجانية ثم شراكات لوجستية برية وجوية مع الجيش الأميركي، أتاحت إدخال أدوية ومواد غذائية وكتب مدرسية وأطباء. وفي حزيران 2024 ضغطت المنظمة على الوكالة الأميركية للتنمية الدولية (USAID) لتوفير أكثر من 650 طنّاً من المواد الغذائية العاجلة.
رافق العملية الأخيرة تفعيل بند يسمح لطائرات الشحن العسكرية الأميركية بحمل مساعدات إنسانية متى توفّر حيّز شاغر، إضافة إلى تأمين مقاعد للأطباء.
ووصف القائد السابق للقوات الأميركية في التنف، الملازم أول رايان هارتي، دور SETF بأنه «شريك لا غنى عنه حافظ على الأمل حيّاً وقدّم الرعاية ورفع صوت الركبان»، مؤكداً أنّ «قصة كرامة وصمود سكان المخيم ستظلّ حاضرة في الذاكرة».
يمثل إقفال الركبان تحوّلاً بارزاً في الملف الإنساني السوري ويؤكد إمكانية إنهاء الأزمات المشابهة عبر تعاون داخلي ودعم خارجي، مع بقاء تساؤلات حول مصير مخيمات أخرى وضرورة منع تكرار المأساة.