بحث

الشرع لـ"واشنطن بوست": نزع السلاح في الجنوب صعب.. ودمج "قسد" هو الحل الأمثل

 


أكّد الرئيس السوري أحمد الشرع أن نزع السلاح في منطقة كاملة بالجنوب السوري أمر صعب، مشدّداً على أن الحل الأمثل لملف "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) هو دمجها في قوات الجيش والأمن.

وأوضح الشرع في مقابلة مع صحيفة "واشنطن بوست" أن "المنطقة جنوبي دمشق أرض سورية، ومن حق سوريا التصرّف بحرية داخل أراضيها"، متسائلًا: "إذا حدثت فوضى في المنطقة المنزوعة السلاح، فمن سيتولى حمايتها؟ ومن سيكون مسؤولاً عنها؟".

وأضاف أن "إسرائيل احتلت الجولان بحجة حماية نفسها، وتفرض الآن شروطاً في جنوبي سوريا، وبعد سنوات ربما تحتل مناطق أخرى بذريعة حماية الجنوب، وبهذا المسار قد تصل في النهاية إلى ميونيخ".

وكان موقع "أكسيوس" كشف في أيلول الماضي أن إسرائيل قدّمت إلى سوريا مقترحاً لاتفاق أمني جديد يتضمّن منطقة منزوعة السلاح وحظر طيران من جنوب غربي دمشق حتى الحدود مع إسرائيل.

ومنذ سقوط نظام بشار الأسد المخلوع، تواصلت الانتهاكات الإسرائيلية في المنطقة عبر توغّلات وقصف متكرر أوقع ضحايا مدنيين في ريفي القنيطرة ودرعا.

وأكد الشرع أن المفاوضات مع إسرائيل تواجه صعوبات كبيرة لكنها مستمرة بدعم من الولايات المتحدة وأطراف دولية.

وبشأن ملف "قسد"، قال الرئيس السوري إن الحل الأمثل هو إشراف القوات الأميركية الموجودة في سوريا على دمج "قسد" في قوات الأمن، بحيث تصبح حماية الأراضي السورية مسؤولية الدولة.

وأضاف أن إبقاء سوريا مقسّمة أو وجود قوى عسكرية خارج سيطرة الحكومة يشكل بيئة خصبة لعودة تنظيم "داعش"، مشيراً إلى أن دمشق خاضت حرباً ضده لعشر سنوات دون تنسيق مع أي قوة غربية.

وفي وقت سابق، أعرب مظلوم عبدي عن شكره للرئيس الأميركي دونالد ترامب على "منحه الشعب السوري فرصةً للنجاح"، مؤكداً التزام قواته بخطوات دمجها ضمن مؤسسات الدولة السورية، بعد لقاء الشرع مع ترامب في البيت الأبيض.

ووقّع الشرع وعبدي في العاشر من آذار الماضي اتفاقاً إطارياً من ثماني نقاط يهدف إلى دمج الهياكل المدنية والعسكرية التابعة لـ"الإدارة الذاتية" ضمن مؤسسات الحكومة المركزية.

وأشار الرئيس السوري إلى أن الهدف الأهم حالياً هو بناء علاقة متينة مع الولايات المتحدة، موضحاً أن هناك مصالح أمنية واقتصادية مشتركة، وأن استقرار سوريا سيؤثر إيجاباً في المنطقة بأسرها.

وبيّن أن الاستقرار مرتبط بالاقتصاد، والتنمية مرتبطة برفع العقوبات، مشيراً إلى أن سوريا حققت تقدماً في هذا الملف لكنها ما تزال تنتظر القرار النهائي.

وقال الشرع إن بلاده تمر بمرحلة انتقالية تتطلب وقتاً لاستعادة القانون والاستقرار بعد سنوات الصراع، مضيفاً أن "الأمثلة التاريخية تظهر أن الاستقرار بعد الحروب لا يتحقق فوراً، بل يحتاج إلى سنوات".

ولفت إلى وجود جماعات تسعى إلى الاستقلال أو الحكم الذاتي، وتستخدم الطائفية غطاءً لمصالحها، مؤكداً أن سوريا لطالما كانت نموذجاً للتعايش بين مكوناتها الدينية منذ أكثر من 1400 عام.

ويشار إلى أن الشرع التقى الرئيس الأميركي دونالد ترامب في البيت الأبيض، الإثنين الماضي، في أول زيارة لرئيس سوري إلى واشنطن، بعد أقل من عام على سقوط نظام الأسد، وذلك عقب لقائهما السابقين في الرياض ونيويورك.

 

مقالات متعلقة