قالت صحيفة لوموند الفرنسية إن إسرائيل استغلت سقوط نظام الرئيس السوري المخلوع بشار الأسد لتوسيع سيطرتها داخل الأراضي السورية في الجولان المحتل، متجاوزةً خط وقف إطلاق النار لعام 1974، ومستخدمةً أساليب مشابهة لتلك التي تطبقها في الضفة الغربية.
وأشار مراسل الصحيفة في القنيطرة، مجيد زروقي، إلى أن الجيش الإسرائيلي أقام قواعد عسكرية جديدة ونقاط تفتيش متحركة، وفرض قيودًا مشددة على حركة السكان، مؤكدًا أن الحواجز الإسرائيلية تفصل بين القرى والمراكز الإدارية وتمنع المزارعين من الوصول إلى أراضيهم منذ نهاية تشرين الأول/أكتوبر.
ونقل التقرير شهادات من أهالٍ تحدّثوا عن اقتحامات واعتقالات تعسفية، من بينهم ناشطة محلية قالت إن نحو 42 من أبناء المحافظة معتقلون إداريًا في السجون الإسرائيلية دون تهم أو محاكمات. كما أشار إلى عمليات تدمير واسعة للأراضي الزراعية واقتلاع آلاف أشجار الزيتون، وإغلاق مناطق كاملة واعتبارها “عسكرية مغلقة”، منها سد المنطرة، أكبر خزان للمياه العذبة في الجولان.
ووفق منظمات محلية، دمّرت القوات الإسرائيلية نحو 1200 هكتار من الأراضي الزراعية وأغلقت أكثر من 6 آلاف هكتار أمام السوريين، بينما يتهم السكان إسرائيل باستخدام الحواجز والعقوبات الجماعية لعزل التجمعات السكانية وزرع الخوف والاضطراب.
وخلصت لوموند إلى أن إسرائيل تحكم قبضتها على الجولان مستخدمةً أدوات السيطرة نفسها المعتمدة في الضفة الغربية، في ظل غياب فعلي للحكومة السورية الجديدة عن المشهد، واستمرار الغموض حول مستقبل هذه المنطقة الإستراتيجية.