أفادت وكالة رويترز، نقلًا عن مسؤولين رفيعي المستوى، بأن سوريا أحبطت مخططين منفصلين لتنظيم الدولة (داعش) كانا يستهدفان اغتيال الرئيس أحمد الشرع خلال الأشهر الماضية، في تطور يضيف بُعداً شخصياً إلى مساعيه للانضمام إلى التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة لمحاربة التنظيم الذي حاربه لسنوات طويلة.
وقال مسؤول أمني سوري رفيع ومسؤول آخر من الشرق الأوسط للوكالة، إن المخططين أُحبطا خلال الأشهر الأخيرة، مؤكدين أن ذلك يسلط الضوء على التهديد المباشر الذي يواجهه الشرع بينما يسعى لترسيخ سلطته في بلد أنهكته أربعة عشر عاماً من الحرب الأهلية.
وأوضح أحد المصدرين أن أحد المخططين كان مرتبطاً بـ"فعالية رسمية معلن عنها مسبقاً"، دون الخوض في التفاصيل "نظراً لحساسية القضية"، فيما رفضت وزارة الإعلام السورية التعليق على الأنباء.
ويأتي الكشف عن هذه المحاولات قبيل اللقاء التاريخي بين الشرع والرئيس الأميركي دونالد ترامب المقرر يوم الإثنين في البيت الأبيض، وهي أول زيارة لرئيس سوري إلى هناك.
ومنذ توليه السلطة في كانون الأول/ ديسمب الماضي، بعد أن أطاحت القوات التي كان يقودها بالرئيس السابق بشار الأسد، يسعى الشرع إلى تقديم نفسه بوصفه زعيماً معتدلاً، آملاً أن يسهم التقارب مع واشنطن في فتح الباب أمام دعم دولي لإعادة إعمار سوريا.
ويمثل إعلان الانضمام إلى التحالف الدولي تحولاً جذرياً في سياسة دمشق بعد سقوط الأسد، إذ انتقلت من محور روسيا وإيران إلى التقارب مع الغرب ودول الخليج.
وقال متحدث باسم وزارة الداخلية أول أمس، إن الحملة الأمنية الأخيرة ضد خلايا التنظيم، التي أطلقتها وزارة الداخلية نهاية الأسبوع الماضي، أسفرت عن توقيف أكثر من 70 شخصاً، مؤكداً أن العملية جاءت بناءً على معلومات استخبارية عن نية التنظيم تنفيذ هجمات جديدة ضد الحكومة ومكونات دينية سورية.
وأضاف أن الرسالة من هذه العملية هي أن الاستخبارات السورية نجحت في اختراق التنظيم بعمق، وأن انضمام دمشق إلى التحالف الدولي سيُشكّل إضافة نوعية للجهود العالمية ضد المتشددين.
وكان الشرع قد قاد في السابق هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقًا، الفرع السوري لتنظيم القاعدة)، قبل أن يعلن قطع علاقته بها عام 2016، ويخوض ضد تنظيم الدولة حروباً دموية استمرت أكثر من عقد منذ أن رفض الاندماج بالتنظيم حين أعلن عن توسعه إلى سوريا وإعلان ما عرف أطلق عليه "الدولة الإسلامية بالعراق والشام".
ومنذ سقوط الأسد، حاول التنظيم استعادة نشاطه داخل سوريا، ساعياً إلى تصوير تقارب الشرع مع الغرب وسياسته الشاملة تجاه مختلف المكونات الدينية على أنها "خيانة للإسلام".
وفي حزيران/ يوينو الماضي، قُتل 25 شخصاً في تفجير انتحاري استهدف كنيسة في دمشق، حمّلته الحكومة لتنظيم الدولة، رغم أن التنظيم لم يتبنَّ الهجوم.
وأكدت مصادر سورية أن حكومة الشرع تنسق منذ أشهر مع الجيش الأميركي في الحرب على التنظيم، مشيرة إلى أن الانضمام الرسمي للتحالف من شأنه أن يعزز التعاون بشكل كبير، ويُعد خطوة لبناء الثقة لإقناع الكونغرس الأميركي برفع العقوبات المتبقية على سوريا قبل نهاية العام.
وكانت رويترز قد ذكرت الأسبوع الماضي أن الجيش الأميركي يستعد لإقامة وجود عسكري في قاعدة جوية بدمشق للمرة الأولى، فيما رفضت الإدارة الأميركية الكشف عن تفاصيل الموقع لأسباب أمنية، بينما نفت وسائل الإعلام السورية التقرير دون توضيح ماهية النفي.