بحث

بينهيرو: السوريون أمام فرصة تاريخية لإعادة بناء وطنهم بعد سقوط الأسد

قدّم باولو سيرجيو بينهيرو، رئيس لجنة التحقيق الدولية المستقلة بشأن سوريا، إحاطة أمام الدورة الثمانين للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، تناول فيها التطورات في سوريا منذ سقوط نظام الأسد المخلوع في كانون الأول/ديسمبر 2024.

وقال بينهيرو إن قلة من المراقبين توقعت موجة التفاؤل التي سادت بعد سقوط الأسد، مشيراً إلى عودة أكثر من مليون لاجئ سوري إلى بلادهم، معتبراً أن السوريين أمام فرصة تاريخية لإعادة بناء وطنهم على أسس من الكرامة واحترام حقوق الإنسان.

وأوضح أن اللجنة تمكنت للمرة الأولى منذ إنشائها من دخول الأراضي السورية، ما أتاح للسوريين فرصة فريدة لإعادة صياغة مشهد الحقيقة والعدالة والمساءلة. وأشار إلى إحراز تقدم في إنشاء "هيئة العدالة الانتقالية" و"الهيئة الوطنية للمفقودين"، بوصفهما مؤسستين أساسيتين لضمان العدالة ومنع تكرار الانتهاكات.

وبيّن بينهيرو أن السلطات السورية سمحت لفرق التحقيق بدخول محافظات اللاذقية وطرطوس والسويداء ومحيطها، لكنه لفت إلى أن استمرار أعمال العنف خلال الأشهر الماضية يثير القلق بشأن قدرة الحكومة على وقف دوامات العنف.

وأضاف أن نحو 1400 شخص، بينهم أطفال ونساء، قُتلوا في مجازر شهدتها محافظات عدة، مؤكداً أن بعض الضحايا سقطوا على يد عناصر من قوات الأمن. وتحدث عن أدلة تشير إلى ارتكاب إعدامات ميدانية وتنكيل بالجثث وإساءات طائفية، ما دفع عشرات الآلاف للنزوح نحو لبنان.

وزارت فرق اللجنة السويداء والمناطق المحيطة بها، حيث رصدت دمارًا واسعًا في القرى الدرزية ونهبًا وحرقًا للمنازل، فيما لا يزال مصير مئات القتلى والمفقودين مجهولًا.

وشدد بينهيرو على أن مستقبل سوريا الآمن يبدأ بمساءلة جادة عن كل الانتهاكات منذ تشكيل "الحكومة المؤقتة"، داعيًا إلى حوار شامل وجهود حقيقية للعدالة والمصالحة، مع دعم دولي منسق.

ورحب بالخطوات الأوروبية لتخفيف العقوبات التي ساهمت بتحسين الأوضاع المعيشية، لكنه دعا إلى زيادة تمويل نداء الأمم المتحدة الإنساني لعام 2025، الذي لم يُموّل سوى بنسبة 19 في المئة.

مقالات متعلقة