بلدي
أكد المتحدث باسم وزارة الداخلية السورية، نور الدين البابا، أن "الدولة ستعوّض العمال المتضررين من حادثة انهيار مبنى وزارة الداخلية القديم (السرايا)، وأن الحادثة تمثل درساً لنا جميعاً وللمؤسسات الدولية للاهتمام أكثر بحقوق العمال".
وأضاف البابا في تصريحات لـ"الإخبارية"، أن "مبنى السرايا القديم تعرض للإهمال في زمن النظام البائد، مما شكل معضلة كبيرة فنياً، ولا يمكن تركه على وضعه الحالي، وستقوم الوزارة بتأهيله بالتعاون مع محافظة دمشق".
من جانبه، أفاد الدفاع المدني السوري باستمرار فرق الطوارئ في أعمال البحث والإنقاذ داخل المبنى، لاحتمال وجود عالقين آخرين تحت الأنقاض، بعد انهيار سقف أحد الطوابق أثناء أعمال الترميم اليوم الأربعاء.
وأوضح أن الفرق تمكنت حتى الآن من إنقاذ خمسة عمال على قيد الحياة، الذين نُقلوا إلى مشفى المجتهد، بينما أسفر الحادث عن وفاة 3 عمال.
وأكدت محافظة دمشق في بيان رسمي أن "الانهيار وقع في أحد الأجنحة المتضررة أصلاً نتيجة عقود من الإهمال والتخريب الذي مارسه النظام السابق"، مشيرة إلى أن فرق الطوارئ وإدارة الكوارث، بالتعاون مع وزارة الداخلية والهلال الأحمر السوري، هرعت إلى الموقع في ساحة المرجة بقلب المدينة، حيث تم نقل المصابين فوراً إلى المستشفيات.
وأعلنت المحافظة التزامها بـ"مواصلة أعمال الترميم ضمن خطة شاملة لإعادة تأهيل المباني التراثية، مع تطبيق أعلى معايير السلامة لتفادي تكرار الحوادث"، بانتظار نتائج التحقيقات الفنية الجارية.
ووقع الانهيار الجزئي في سقف أحد الأجنحة داخل مبنى "السرايا"، الذي يُعد من المعالم التراثية العثمانية في دمشق وكان يضم مكاتب وزارة الداخلية سابقاً، أثناء أعمال ترميم جارية لإصلاح الأضرار الناتجة عن حريق كبير اجتاح المبنى في حزيران/يونيو الماضي.
ويرى مراقبون أن الحادث يعكس "هشاشة البنية الإنشائية للمباني التاريخية في سوريا نتيجة الإهمال الطويل"، خاصة في ظل التحديات الاقتصادية بعد التغييرات السياسية الأخيرة.