بلدي
دمشق ـ نهى ملحم
تتفاقم معاناة المرضى في العاصمة السورية مع تراجع الدعم الحكومي للقطاع الصحي منذ سقوط نظام الأسد في 8 كانون الأول/ديسمبر 2024، ما انعكس على واقع المستشفيات العامة التي تواجه ازدحاماً شديداً ونقصاً حاداً في الأدوية والمستلزمات الطبية.
الدكتورة سلمى رمضان، من قسم العظمية في مستشفى ابن النفيس الحكومي، أكدت أن الميزانية المخصصة للمستشفيات لم تعد تكفي لتغطية احتياجات الأقسام المختلفة، مشيرةً إلى أن ذلك أدى إلى تأجيل أو إلغاء العديد من العمليات الجراحية. وأضافت: “العديد من الأجهزة الطبية تعاني التهالك والأعطال، وبعضها بقي خارج الخدمة لغياب الموارد اللازمة لصيانتها أو استبدالها.”
في المستشفى ذاته، يقف المرضى وذووهم منذ ساعات الصباح الباكر في طوابير طويلة بانتظار مواعيد أو أدوية غالباً ما تكون مفقودة. تقول أم عمار، وهي بانتظار إجراء تحليل لابنها: “كل زيارة للمستشفى مغامرة.. أحياناً يطلبون منا شراء الدواء من الخارج لأنه غير متوفر هنا.”
أما أم سامر، وهي أم لثلاثة أطفال، فتوضح أنها لا تستطيع تحمل كلفة العلاج في المستشفيات الخاصة: “ننتظر منذ الصباح وحتى المساء من أجل علاج بسيط أو دواء غالباً لا نجده.”
كما يشكو مرضى آخرون من طول الانتظار وقلة الإمكانات، إذ يوضح أبو نادر، موظف حكومي ينتظر عملية في قسم العيون، أن حالته مؤجلة منذ أكثر من ثلاثة أشهر بسبب الضغط الكبير على غرف العمليات.
في صيدلية المستشفى، يواجه المواطنون صعوبات إضافية مع فقدان أدوية الأمراض المزمنة مثل الضغط والسكري. تقول مريم، طالبة جامعية: “انتظرت أكثر من ساعتين لصرف الدواء، ومع ذلك لم أجده، ولا أستطيع شراء البديل من الصيدليات الخاصة بسبب الأسعار المرتفعة.”
الأزمة الصحية في مستشفى ابن النفيس تعكس واقعاً مشابهاً في أغلب مستشفيات دمشق الحكومية، ما يزيد الأعباء على العائلات السورية ويؤكد الحاجة العاجلة إلى إصلاح القطاع الطبي وضمان وصول الخدمات الأساسية للمواطنين.