بلدي
أكدت إلهام أحمد، مسؤولة العلاقات الخارجية في “الإدارة الذاتية”، في لقاء مطول مع مجلة "المجلة" نُشر اليوم السبت، أن اعتماد نظام “لا مركزي” في سوريا يُعد ضرورة حتمية خلال المرحلة الانتقالية، لضمان وحدة البلاد وتجنب تكرار أخطاء النظام المركزي السابق الذي طمس الهويات المحلية وحد من حرية العمل السياسي والتنمية.
وأُجري اللقاء في لندن يوم 21 أيلول الجاري، وسيُنشر على ثلاث حلقات.
وأوضحت أحمد أن “الإدارة الذاتية” قدمت خلال مفاوضاتها مع الحكومة السورية الانتقالية تصوراً شاملاً لنظام “لا مركزي”، يتضمن توزيع الصلاحيات بين المركز والمحافظات، وإنشاء غرفتين برلمانيتين: واحدة تمثل الشعب والأخرى تمثل المحافظات، مع ضمان حق التعليم باللغة الأم والتمثيل السياسي للمرأة في مراكز القرار.
وأشارت إلى أن هذا التصور، إلى جانب العلاقة المستقبلية بين “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) والجيش السوري، يُعدان من أبرز نقاط الخلاف مع دمشق، التي تفتقر حتى الآن إلى رؤية واضحة بهذا الشأن، رغم الاتفاق المبدئي على تشكيل لجان مختصة لمناقشة هذه القضايا، والتي لم تُفعّل بعد بسبب تأخر رد دمشق.
وأردفت أحمد أن المفاوضات مع الحكومة الانتقالية تستند إلى اتفاق أُبرم في آذار/مارس 2025 بين مظلوم عبدي قائد “قسد”، والرئيس السوري الانتقالي أحمد الشرع.
ومن بين المقترحات المطروحة، تولي عبدي أو أحد قادة “قسد” منصب رئيس الأركان أو وزير الدفاع ضمن خطة تدريجية لدمج قوات “قسد” في الجيش السوري.
وأوضحت أن عدد قوات “قسد” والأمن الداخلي يصل إلى حوالي 100 ألف عنصر، بينهم 12 إلى 13 ألف مقاتلة في وحدات حماية المرأة، التي لعبت دوراً رائداً في مكافحة الإرهاب، مؤكدة ضرورة الحفاظ على وجودها ودورها في المستقبل.
وشددت على أن “الإدارة الذاتية” تدعم عملية اندماج تدريجي في المؤسسات الرسمية عبر تشكيل لجان تنسيق عسكرية وفرق مشتركة، محذرة من أن "الاندماج المباشر والمفاجئ قد يؤدي إلى نتائج سلبية".
وأضافت أن اللجان المختصة كان من المفترض أن تجتمع قبل زيارة الرئيس الشرع إلى نيويورك لحضور الجمعية العامة للأمم المتحدة، لكن اللقاءات لم تُعقد ولم تتلقَ “الإدارة الذاتية” دعوة رسمية.
ورداً على تصريح منسوبة للرئيس الشرع في 19 أيلول/سبتمبر، يفيد بأن تركيا قد تتحرك عسكرياً ضد “قسد” إذا لم يتم دمجها في الجيش السوري بحلول كانون الأول/ديسمبر 2025، قالت أحمد: "أشك في دقة ما نُقل عن الشرع. لا أعتقد أن يتم التهديد مباشرة بهجوم تركي على قسد إن لم نتوصل إلى تفاهمات. لا أدري، لست متأكدة من صحة هكذا تصريح، لكن بخصوص المدة الزمنية، بالتأكيد نحن في سوريا عشنا سنوات من الصراع، وفجأة حدث تغيير. مباشرة يعني خلال عام واحد يجب أن تنتهي أو تُسوّى الأمور بشكل كامل؟ هذا أيضاً شيء خيالي".
وكررت مسؤولة العلاقات الخارجية في “الإدارة الذاتية”، أن الحوار يبقى السبيل الأمثل لتحقيق تفاهمات شاملة.