بلدي
اعتقلت السلطات السورية ظهر اليوم الأربعاء الصحفي والناشط الحقوقي عامر مطر، مدير متحف سجون سوريا، عند منفذ الجديدة الحدودي أثناء توجهه إلى لبنان، واقتيد إلى جهة غير معلنة حتى الآن.
ويأتي الاعتقال بعد أيام قليلة فقط من افتتاح المتحف في مقره الجديد بالمتحف الوطني بدمشق، مما أثار تساؤلات حول دوافعه في ظل المرحلة الانتقالية الحساسة التي تعيشها البلاد.
وأصدر متحف سجون سوريا بياناً صحفياً يدين الاعتقال "بأشد العبارات"، معتبراً إياه "فعلاً انتقامياً فاقداً لأي مشروعية"، ويذكّر بممارسات الاعتقال التعسفي في حقبة النظام السابق.
وأكد البيان، الصادر من دمشق وبرلين، أن مطر "معتقل سياسي سابق في سجون نظام الأسد وشاهد رئيسي في محكمة كوبلنز بألمانيا ضد عناصر من أجهزة الأمن الأسدية"، مشيراً إلى أن الاعتقال تم "بطريقة غير قانونية"، ومنع أعضاء الفريق من الاستفسار عن مكانه أو الجهة المسؤولة.
كما حمل البيان وزارة الداخلية السورية "المسؤولية الكاملة عن سلامته"، مطالباً بالكشف الفوري عن أسباب الاعتقال والإفراج عنه دون تأخير.
ويعتبر عامر مطر، البالغ من العمر 37 عاماً من مدينة الرقة، من أوائل الناشطين السياسيين ومعتقلي ثورة آذار 2011، حيث اعتقل مرات عدة من قبل النظام السابق وعُذِّبَ بشدة قبل إطلاق سراحه في نيسان/أبريل 2011.
كما شارك عامر في تنسيقيات أحياء دمشق وأسس منظمة "الشارع" ومتحف سجون داعش، الذي يوثق أكثر من 100 موقع اعتقال ويحتوي على قاعدة بيانات تضم 70 ألف وثيقة وشهادات مئات الناجين من السجون والمجازر، بالإضافة إلى جولات افتراضية ثلاثية الأبعاد للسجون والمقابر الجماعية.
وغادر مطر إلى ألمانيا في 2012 بعد سلسلة اعتقالات، لكنه استمر في تغطية الأحداث السورية، محولاً عمله إلى توثيق الانتهاكات في سجون النظام السابق وداعش.
ولم يصدر حتى الآن أي تعليق رسمي من وزارة الداخلية السورية أو أي جهة حكومية أخرى بشأن أسباب الاعتقال أو مصير مطر، مما زاد من الغموض المحيط بالحادث.
وأثار الاعتقال موجة من الإدانات على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث طالب سوريون بالإفراج الفوري عنه "دون شروط"، معتبرين الإجراء "استهدافاً لحرية التعبير وذاكرة الضحايا".
وأبرزت منشورات الناشطين أن المتحف يمثل "صوتاً للضحايا"، وأن اعتقال مديره يشكل "تراجعاً خطيراً" عن مبادئ العدالة الانتقالية التي تروج لها الحكومة الانتقالية برئاسة أحمد الشرع.
