بلدي
نظّمت مؤسسة «التراث اليهودي في سوريا» (JHS)، بقيادة الحاخام يوسف حمرا، اليوم، أول رحلة للجالية اليهودية السورية إلى البلاد بعد سقوط نظام الأسد، بهدف إحياء الحياة اليهودية وترميم المعابد والآثار التي تمثّل جزءاً من الذاكرة الوطنية.
وشارك في الزيارة وفد يضم شخصيات يهودية أميركية من أصول سورية، بدعم من «فريق الطوارئ السوري»، وتضمنت الجولة زيارة كنيس جوبر المدمر ومقبرة يهودية تاريخية.
وجاءت هذه الخطوة بعد إعلان شخصيات يهودية بارزة، بينها رجل الأعمال هنري حمرا، تأييدها العلني لحكومة الرئيس السوري أحمد الشرع، ومطالبتها الإدارة الأميركية برفع العقوبات الاقتصادية عن دمشق وشطب اسمها من قوائم الإرهاب.
وأكد حمرا خلال لقاءاته مع أعضاء في الكونغرس الأميركي أنّ العقوبات «تحاصر الشعب السوري أكثر مما تستهدف النظام السابق»، معبّراً عن رغبته في «العودة إلى الوطن».
ويُذكر أنّ زيارة مماثلة جرت في شباط/فبراير الماضي بمشاركة الحاخام يوسف حمرا ونجله هنري، إضافة إلى سوريين أميركيين مسلمين، حيث حظي الوفد حينها بتسهيلات رسمية من وزارة الخارجية السورية.
واعتُبرت الزيارة آنذاك رسالة سياسية موجهة إلى واشنطن بأن الحكومة السورية الجديدة تسعى إلى شراكة وطنية تتجاوز الانقسامات السابقة.
وأكد الحاخام يوسف حمرا أنّ الهدف من المبادرة هو «إغلاق صفحة الماضي بكرامة واستعادة الذاكرة الوطنية التي جمعت السوريين بمختلف أديانهم»، فيما وصفت وزارة الخارجية السورية الزيارة بأنها «مبادرة رمزية على طريق المصالحة الوطنية»، مشددة على التزامها حماية جميع المواطنين والعمل على استعادة العلاقات الدولية.
ومن المتوقع أن تمهّد هذه الخطوة لانفتاح أوسع بين الحكومة السورية الجديدة والجاليات السورية في الخارج، بما يساهم في تعزيز المصالحة الوطنية، تشجيع مشاريع التعاون الثقافي والاقتصادي، وفتح مسار تدريجي نحو إعادة الإعمار والانفتاح الدولي.