بحث

من نيويورك.. "الشرع" يؤكد التزام سوريا بالتنمية وحماية المدنيين

بلدي 

صرّح الرئيس السوري الانتقالي أحمد الشرع، خلال حوار أجراه مع الجنرال ديفيد بترايوس، مدير وكالة المخابرات المركزية الأمريكية سابقاً، على هامش قمة كونكورديا المنعقدة بالتزامن مع أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، أن قضية الشعب السوري كانت "قضية حق وقضية نبيلة" في مواجهة نظام ارتكب جرائم حرب ومجازر جماعية.

وأوضح الرئيس الشرع أن "معركة تحرير سوريا جرت بأقل الخسائر بفضل الخبرة التي اكتسبناها خلال وجودنا في إدلب"، مشيراً إلى أن سوريا ورثت اضطرابات كثيرة خلال الستين سنة الماضية، وأن حل المشاكل يتطلب نهجاً تدريجياً وليس دفعياً.

وأضاف أن سقوط النظام السابق فتح مرحلة تاريخية جديدة للمنطقة، مشدداً على وجود مصالح مشتركة بين سوريا والغرب والولايات المتحدة، وأن سوريا تحتاج إلى "فرصة جديدة للحياة".

وأشار إلى أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أزال العقوبات عن سوريا، داعياً الكونغرس إلى العمل على رفعها بشكل نهائي، وفق ما نقلت “سانا”.

وأكد الشرع أن الأولوية الحالية هي تحقيق الأمن والاستقرار من خلال توحيد الشعب والأرض السورية وتعزيز التنمية الاقتصادية.

وبخصوص الأحداث الدامية بالساحل والسويداء، قال: "شكلنا لجاناً لتقصي الحقائق في أحداث الساحل والسويداء، وسمحنا بدخول لجان تحقيق دولية، وسوريا ملتزمة بمحاسبة من يعتدي على أي مدني لأنها دولة قانون، وحصر السلاح بيد الدولة هو من يحمي سوريا من النزاعات والاضطرابات".

وفي سياق الحديث عن “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد)، أوضح الرئيس الشرع أن سوريا عرضت عليهم الاندماج في الجيش السوري، مؤكداً أن حقوق الأكراد مصانة، لكنه أشار إلى تباطؤ في تنفيذ الاتفاق المبرم في 10 آذار/مارس الماضي، داعياً إلى حلول سلمية سريعة التطبيق.

وأكد الرئيس الشرع رفض مبدأ المحاصصة واعتماد التشاركية في تشكيل الحكومة، التي حرصت على أن تكون حكومة كفاءات، مشيراً إلى أن سوريا تسعى لإقامة علاقات هادئة مع جميع الدول دون أن تشكل تهديداً لأحد. وأضاف: "سوريا في مرحلة بناء ومن الضروري أن يكون لديها علاقات طبيعية مع جميع الدول".

وحول العلاقات مع إسرائيل، أشار الرئيس الانتقالي إلى أن إسرائيل تواصل احتلال الجولان والتوغل في الأراضي السورية، لكنه أكد أن سوريا تسعى لتجنب الحرب لأنها في مرحلة بناء.

وتابع: "نحن متجهون نحو التهدئة وأن تعطى سوريا فرصة للبناء، وإذا نجحت التهدئة وكان هناك التزام من قبل إسرائيل بما يتم الاتفاق عليه فربما تتطور المفاوضات".

وأضاف أن على إسرائيل الانسحاب من الأراضي السورية، وأن المخاوف الأمنية يمكن معالجتها بالمباحثات، متسائلاً عما إذا كانت إسرائيل لديها مخاوف أمنية أم أطماع توسعية.

وأشاد الشرع بقوة الشعب السوري، قائلاً: "الشعب السوري جبار وقوي، وأستمد قوتي من الله ثم من هذا الشعب"، مضيفاً أن التركيز الحالي ينصب على التنمية الاقتصادية، مشيراً إلى أن سوريا تمتلك الكوادر القادرة على بناء الاقتصاد، لكنها بحاجة إلى رفع العقوبات.

واختتم الرئيس الشرع حديثه بالتأكيد على قدرة سوريا على حل مشاكلها وأن تصبح جزءاً من النظام العالمي.

وكان الرئيس الانتقالي قد وصل إلى نيويورك أمس في زيارة تاريخية، كأول رئيس سوري يشارك في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة منذ عام 1967.

والتقى الشرع اليوم أفراداً من الجالية السورية، ورجال أعمال ومستثمرين، إضافة إلى السيناتور جين شاهين، عضو لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الأمريكي.

مقالات متعلقة