بحث

"الشرع" يحذّر من فشل دمج "قسد" ويكشف عن اتفاقية أمنية مرتقبة مع إسرائيل

بلدي 

حذّر الرئيس السوري أحمد الشرع، أمس الجمعة، من أن فشل مسار دمج قوات سوريا الديمقراطية (قسد) قبل نهاية العام الجاري قد يدفع تركيا إلى تحرك عسكري، متهماً بعض الأجنحة داخل "قسد" وحزب العمال الكردستاني بعرقلة تنفيذ الاتفاقات القائمة.

وأوضح الشرع، في تصريحات لصحيفة ميليت التركية، أن مشاركته المرتقبة في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة تشكّل "سابقة تاريخية"، لكونها المرة الأولى منذ ستة عقود التي يشارك فيها رئيس سوري في هذه الاجتماعات.

واعتبر ذلك دليلاً على عودة سوريا إلى النظام الدولي، مشيراً إلى تراجع تجارة المخدرات بنسبة 90% وعودة نحو مليون لاجئ رغم غياب عملية إعمار واسعة.

ويأتي التحذير السوري في ظل استمرار المفاوضات مع إسرائيل بشأن اتفاقية أمنية جديدة، حيث أكد الشرع أن "الاتفاق لا مفر منه" لكنه شدد على أن الثقة بالالتزام الإسرائيلي "غير موجودة"، مضيفاً أن سوريا “تعرف كيف تحارب لكنها لم تعد تريد الحرب”، وربط ذلك بالهجوم الإسرائيلي الأخير الذي وصفه بأنه "إعلان حرب".

وعلى الصعيد الداخلي، رفض الشرع مطالب "قسد" المتعلقة باللامركزية، معتبراً أنها "غطاء للنزعة الانفصالية"، مؤكداً أن القانون السوري يضمن 90% من اللامركزية الإدارية، وكشف عن مسار تفاوضي سابق مدعوم من واشنطن وأنقرة، لكنه أُفشل من قبل أطراف داخل "قسد" وحزب العمال.

وفي أنقرة، دعا وزير الدفاع التركي يشار غولر التنظيمات المرتبطة بحزب العمال الكردستاني، ومنها "قسد"، إلى إنهاء أنشطتها وتسليم السلاح فوراً، مؤكداً أن "تركيا لن تسمح لأي تنظيم إرهابي بأن يترسخ في المنطقة".

كما شدد المتحدث باسم وزارة الدفاع التركية على أن القوات التركية ستبقى في سوريا حتى زوال التهديدات بشكل كامل.

وتشير هذه التطورات إلى مسارين متوازيين: الأول تحذيرات دمشق من تعثر عملية الدمج الداخلي مع "قسد"، والثاني تأكيد تركيا استعدادها للتحرك العسكري.

ويرى مراقبون أن تزامن ذلك مع سعي الشرع لتثبيت حضور سوريا في الساحة الدولية يعكس مرحلة جديدة من التداخل بين الملفات الداخلية والإقليمية، مع ترقب لما ستؤول إليه نهاية العام.

مقالات متعلقة