بلدي
أصدر الفنان السوري المعروف سميح شقير، اليوم الجمعة، أغنيته الجديدة بعنوان "شساوا فيني"، التي تحمل صوت معاناة أهالي السويداء جراء المجازر المروعة التي شهدتها المحافظة مؤخراً.
وتعبّر الأغنية، التي كتب كلماتها ولحنها شقير، عن الألم والخيبة، مع مقاطع مثل: “ها خبر من سويدا جاني / وش ساوا فيني / وما يواسيني / غير ما يوقف وجع الناس”.
وتنتقد الأغنية التخاذل بقولها: "ويا خيبة الأمل / باللي بالدم انتشى / وبللي شاف وما حكى"، مؤكدةً على صمود أهل السويداء: "اللي رضعان الكرامة / مافي قوة تركّعو".
وحظيت الأغنية بانتشار سريع على منصات التواصل الاجتماعي، حيث سجلت آلاف المشاهدات خلال ساعات من إطلاقها على “يوتيوب”، مع تعليقات أشادت بقدرتها على توثيق الجراح وإلهام الأمل.
ويُعد شقير، المقيم في باريس منذ انطلاق الثورة السورية عام 2011، من أبرز رموز الفن الثوري، حيث اشتهر بأغنية "يا حيف" التي وثّقت مجازر النظام بحق السوريين وأصبحت نشيداً للثورة.
كما لاقت أغنيته السابقة "مزنر بخيطان"، التي تناولت مجازر الساحل السوري، انتشاراً واسعاً قبل أشهر.
ويواصل شقير، عبر أعماله، دعم قضايا الشعب السوري، مستلهماً التراث الموسيقي العربي ليمزج بين الشعر والاحتجاج، مما جعله صوتاً مؤثراً في الثقافة السورية المعاصرة.
وتأتي "شساوا فيني" كجزء من جهود شقير المستمرة لإلقاء الضوء على الأزمات الإنسانية في سوريا، حيث يسعى من خلال فنه إلى إحياء روح المقاومة وتسليط الضوء على معاناة السوريين من جميع الطوائف والخلفيات.
وشهدت السويداء منذ منتصف تموز/يوليو 2025 عنفاً غير مسبوق، تضمن إعدامات جماعية خارج نطاق القانون وحرق ممتلكات واختطاف مدنيين.
وكانت قد أصدرت وزارة الخارجية السورية، الثلاثاء، خارطة طريق لمعالجة الأزمة في السويداء واستقرار جنوب سوريا، تم اعتمادها خلال اجتماع ثلاثي في دمشق ضم وزير الخارجية السوري أسعد حسن الشيباني، ونظيره الأردني أيمن الصفدي، والمبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا توماس باراك.
واتفقت سوريا والأردن والولايات المتحدة على تنفيذ خطوات عاجلة مع احترام السيادة السورية، تشمل فتح تحقيق دولي، ومحاسبة مرتكبي الانتهاكات وفق القانون، وإيصال المساعدات الإنسانية وإعادة الخدمات وتأمين الطرق وانسحاب المقاتلين “المدنيين” من حدود السويداء الإدارية ونشر قوات شرطية، وإطلاق سراح المحتجزين، إضافة إلى إعادة الإعمار ومكافحة خطاب الكراهية.
ورحّبت دول عربية، ومجلس التعاون الخليجي والجامعة العربية وتركيا بخارطة الطريق، مؤكدين دعمهم للجهود الرامية إلى تعزيز الاستقرار في السويداء وجنوب سوريا.