بلدي
أشعلت كلمات الطفل السوري المعروف بـ"الطفل المعجزة"، أجواء حفل إطلاق صندوق التنمية السوري في قلعة دمشق، مساء الخميس، حين قال: "بتمنى أرجع وأعيش في سوريا، بعد ما يتعمر بيتنا ومدرستنا من جديد"، معلنًا التبرع بمصروفه وداعياً الآخرين لمشاركته في العمل الخيري. وتقدّم الرئيس السوري أحمد الشرع لمصافحته، في مشهد وثقته الكاميرات ولاقى تفاعلاً واسعاً على منصات التواصل.
الطفل الذي عاد إلى الواجهة هو محمود الباشا، الذي أنقذته فرق الدفاع المدني السوري من تحت أنقاض منزله بحي الأنصاري الشرقي في حلب عام 2014، عندما كان رضيعًا لم يتجاوز أسبوعه الأول، ليحمل لاحقاً لقب "الطفل المعجزة".
وزير الطوارئ وإدارة الكوارث، رائد الصالح، استقبل محمود ووالدته في مقر الوزارة الخميس، مؤكداً أن قصته تجسد "ذاكرة الدفاع المدني ورسالة إنقاذ الأرواح"، مشيراً إلى تضحيات 321 من متطوعي الخوذ البيضاء الذين أنقذوا أكثر من 130 ألف مدني.
وكانت عملية إنقاذه، التي استمرت أكثر من 16 ساعة، قد وثقت في مقطع مصور حظي بانتشار عالمي بعد ترجمته إلى عدة لغات، وأسهم في إبراز عمل الخوذ البيضاء وكشف حقيقة استهداف النظام السوري للأحياء المدنية، على عكس روايته الرسمية. كما ظهر في الفيديو المتطوع خالد حرح، الذي قُتل لاحقًا في قصف روسي استهدف فريق إنقاذ بحلب.
وبعد مقتل والده في القصف، انتقل محمود إلى تركيا حيث أقام مع خالته في مدينة دينزلي، وبرز بتفوقه الدراسي وشخصيته المميزة، بحسب ما أكد مقربون منه.