بلدي
أكدت فوزة يوسف، الرئيسة المشاركة للجنة التفاوض التابعة لـ"الإدارة الذاتية"، أن اللامركزية وإدماج “قسد” ضمن الجيش السوري تُعدان من القضايا الأساسية "غير القابلة للنقاش"، مشددة على استمرار الحوار مع الحكومة السورية رغم الخلافات.
وجاء ذلك خلال جلسة نقاش عُقدت في قاعة "سمرقند" بمدينة الحسكة اليوم الجمعة، وفق ما نقل موقع “نورث برس”.
وأوضحت يوسف أن الاجتماعات الخمسة التي عُقدت مع الحكومة السورية ركّزت على ملفات رئيسية تشمل عودة المهجرين، والأمن والاقتصاد وآليات دمج المؤسسات.
وأشارت إلى أن الاجتماعات الأولية تناولت قضايا "سهلة" لبناء الثقة، مثل استمرار اتفاقية حيي الشيخ مقصود والأشرفية، وتشكيل لجان للامتحانات وللملفات الأمنية والعسكرية والاقتصادية.
وأضافت أن لجنة عفرين كان من المقرر أن تلتقي نظيرتها من الحكومة بعد عيد الفطر الماضي، لكن اللقاء لم يُعقد، بينما تأجلت امتحانات التربية لمدة 15 يوماً قبل أن تُنفّذ بنجاح.
وفي الاجتماع الأخير، الذي حضره ممثلون عن وزارات الدفاع والداخلية والخارجية والاستخبارات السورية، إلى جانب فوزة يوسف ومظلوم عبدي وإلهام أحمد وعبد حامد المهباش من الإدارة الذاتية، جرى نقاش معمّق حول دمج المؤسسات بطريقة ديمقراطية، مع رفض “الإدارة الذاتية” حل مؤسساتها أو تسليمها بالكامل، وفق ما ذكرت يوسف.
وشددت رئيسة لجنة التفاوض على أن اللامركزية وحقوق المكونات وحقوق المرأة تُعدّ من الثوابت الأساسية، مؤكدة ضرورة بقاء “قسد” جزءاً من الجيش السوري بصيغة متفق عليها، دون استقدام تشكيلات عسكرية جديدة من مناطق أخرى.
وانتقدت يوسف الحكومة السورية الجديدة، معتبرة أنها لا تمثل جميع السوريين بناءً على الكثافات السكانية، وأن الإعلان الدستوري يفتقر إلى الديمقراطية فيما يتعلق بحقوق المكونات والمرأة والجماعات الثقافية واللغوية.
وأشارت إلى أن الحكومة تتفاوض مع أفراد "لا يمثلون إرادة المنطقة"، مؤكدة ضرورة الحوار مع الأحزاب والقوى السياسية، لافتة أن الحقوق الفردية وحدها لا تكفي لضمان حقوق الجماعات، داعية إلى حلول شاملة وجذرية بدلاً من الإجراءات الإسعافية.
وأكدت يوسف استمرار الوساطة الدولية الأمريكية والفرنسية والبريطانية، رغم تأجيل اجتماع باريس مرتين بسبب أحداث السويداء ومؤتمر الحسكة، وأعربت عن جاهزية “الإدارة الذاتية” لعقد لقاءات جديدة لتقديم حلول عادلة وديمقراطية لجميع السوريين.
وتواجه المفاوضات بين “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) والحكومة السورية في دمشق عقبات كبيرة، رغم استمرار الحوار، حيث تتركز الخلافات على قضايا أساسية مثل اللامركزية وطريقة دمج “قسد” ضمن الجيش السوري، وكيفية إدارة مناطق شمال شرقي سوريا.