بلدي - نهى ملحم
شهدت شوارع العاصمة السورية دمشق صباح اليوم الجمعة، 22 آب/أغسطس، مسيراً مميزاً لمئات الدراجات الهوائية تحت شعار "نقود لأجل غدٍ أخضر"، استجابةً لدعوات مدنية تهدف إلى حماية البيئة والترويج لوسائل التنقل النظيفة.
وانطلقت فعالية "مسير دمشق للدراجات الهوائية" من مدينة الجلاء الرياضية بمشاركة أكثر من 850 هاوياً ومحترفاً من مختلف الأعمار والفئات، برعاية وزارة الرياضة والشباب وبمبادرة مشتركة بين اتحاد الدراجات وفريق Road Ride.
وجاب المشاركون شوارع وساحات دمشق، بدءاً من أوتوستراد المزة وصولاً إلى ساحة الأمويين وساحة المحافظة، وسط أجواء حماسية تعكس روح الشباب والتزامهم بالتغيير البيئي.
وتحدث عدد من المشاركين لـ"بلدي نيوز" عن أهمية هذه الفعالية، وقال ليث (29 سنة)، هاوٍ لرياضة الدراجات وأحد أوائل المنضمين لفريق Road Ride:"كتير مبسوط إنو هيك فعالية صارت بهالحجم الكبير! وبهالفعالية ممكن تكون دمشق مدينة صديقة للدراجات فعلياً. نحن جيل الشباب منقدر نتحرك بأمان وننشر هالثقافة بين الناس".
سعاد (34 سنة)، أم لولدين ومشاركة لأول مرة، أعربت عن سعادتها بالمشاركة: “كنت مترددة بالبداية، بس حسّيت إنو ضروري ولادي يشوفوا أمهم عم تهتم بهيك فعاليات مهمة. المشي على الدراجة مو بس رياضة، هو كمان رسالة. وانبسطت كتير إنو كان في مشاركة نسائية منيحة”.
نور (17 سنة)، طالبة، أشارت إلى الجو الإيجابي للفعالية، وقالت: “أجمل شيء إنو الجميع كان يشعر بالسعادة، من صغار وكبار، محترفين وحتى من ركب الدراجة لأول مرة! نحن نستطيع أن نخلق تغيير حقيقي ولو بسيط”.
أبو حيان (58 سنة)، موظف متقاعد، أكد أن العمر ليس عائقاً: “شاركت في هذا المسير لأقول للجميع إن العمر ليس عائق، وأستطيع أن أشعر بالمتعة في ركوب الدراجة”.

بدوره، أوضح بسام الهواري، مدير فريق Road Ride، أن هذه الفعالية ليست الأولى التي ينظمها الفريق، لكنها الأبرز حتى الآن، مشيراً إلى أن الهدف لم يقتصر على تشجيع استخدام الدراجات الهوائية، بل شمل إعادة تعريف علاقة المواطنين بالمدينة وبالبيئة، والتوعية بقضايا ترشيد استهلاك المياه، والحفاظ على الغطاء النباتي، وتسليط الضوء على خطر الحرائق في غابات الساحل السوري.
وأضاف الهواري: “هذه الفعاليات بدأت تأخذ طابعاً دورياً، خاصة مع تزايد الوعي البيئي لدى الجيل الشاب، والتحديات الاقتصادية التي تدفع الكثيرين للبحث عن بدائل مستدامة للتنقل”.
لم تُغيّر فعالية "نقود لأجل غدٍ أخضر" وجه دمشق في يوم واحد، لكنها أضافت لمسة أمل وحيوية إلى شوارع العاصمة. ويأمل المنظمون والمشاركون أن تكون هذه الفعالية بداية لمزيد من المبادرات التي تجمع بين الرياضة والتوعية البيئية والمسؤولية المجتمعية، لرسم طريق أخضر نحو مستقبل مستدام يريده جميع السوريين.