بلدي
تستمر معاناة مئات المعتقلين السوريين في سجن رومية اللبناني منذ أكثر من عقد، وسط أوضاع إنسانية قاسية وحرمان من العلاج والغذاء.
وكشف المعتقل السوري محمد قاسم، البالغ من العمر ستين عاماً، في اتصال متلفز بالاخبارية السورية، أنّ السجن أشبه بـ"مقبرة للأحياء" حيث يفتقر السجناء للدواء والماء والطعام، ويضطر المرضى لشراء أدويتهم بأنفسهم مما يسبب وفيات متكررة دون تحقيق رسمي، فيما يواجه أكثر من ألفي سجين سوري اتهامات وُصفت بأنها سياسية على خلفية معارضتهم لنظام الأسد.
وحول مطالبه ومطالب السجناء السوريين، قال المعتقل “قاسم” إنهم يريدون الترحيل إلى بلادهم والمحاكمة فيها، أسوة ببقية دول العالم التي يتم فيها اعتقال مغتربين ووضعهم بالسجون ثم ترحيلهم، مؤكداً أنه معتقل منذ 12 عاما بلا سبب، حالُه حال الكثيرين.
ووجه قاسم رسالة إلى صناع القرار في سوريا قائلا: “نحن أبناء الدولة السورية، نطالب الحكومة السورية بالنظر في ملفنا، فقد تجدد لدينا الأمل بالخروج عند سقوط النظام منذ 8 أشهر، ولا يزال لدينا أمل بالله ثم بالدولة السورية، نرجو أن نكون في بلدنا بعد شهر، لا نطلب شيئا فوق القانون.. نريد تطبيق القانون الذي يتضمن ترحيل السجناء إلى بلدهم”.
ويرى محللون أن تعثر حل الملف يعود إلى استخدام بعض القوى اللبنانية لهذا الملف كورقة ضغط سياسية على دمشق، حيث يُحاكم السوريون أمام محاكم عسكرية بشكل مخالف للقانون الدولي، وتشير التقديرات إلى وجود نحو ألفي سوري يقبعون في سجون لبنان منذ 2011، معظمهم في سجن روميّة وتمّ اتهامهم بتهم تتعلق بالإرهاب جراء مناصرتهم للثورة السورية، ويتعرضون للتعذيب وسوء المعاملة، وفق تقارير لمنظمة هيومن رايتس ووتش.
ويطالب المعتقلون بترحيلهم إلى سوريا ومحاكمتهم هناك أسوة ببقية الدول، فيما يتوقع مراقبون أن تبقى القضية رهينة التجاذبات السياسية بين بيروت ودمشق، وسط دعوات حقوقية لتدخل أممي ودولي يضمن محاكمة عادلة ويضع حداً لمعاناة السجناء.
ورغم أن الرئيس اللبناني جوزيف عون، أعرب عن حرص بلاده على إقامة علاقات جيدة مع سوريا، ورئيسها أحمد الشرع، إلا أن أي تقدم لم يحدث في الملف حتى الآن، فيما تدعو دمشق لحله بأقرب وقت ممكن.