بلدي - نهى ملحم
رغم وصول الغاز الأذربيجاني إلى سوريا مطلع الشهر الجاري، واستمرار الوعود الحكومية بإنهاء أزمة الكهرباء، ما زال سكان دمشق يعانون من تقنين قاسٍ، لا تتجاوز فيه فترة التغذية في أفضل الأحوال ساعتين مقابل أربع إلى ست ساعات من الانقطاع.
الاتفاق الذي وُقّع لتوريد الغاز الطبيعي كان من المفترض أن يضيف نحو 900 ميغاواط إلى الشبكة الكهربائية السورية، ما يعني زيادة تتراوح بين 5 و10 ساعات يومياً من الكهرباء، لكن على أرض الواقع بقيت التحسينات محدودة، إذ لا تزال أحياء العاصمة تشهد انقطاعات طويلة ومتكررة، في حين يتحمل السكان تكاليف باهظة عبر المولدات الخاصة والأمبيرات.
واشتكى سكان من أحياء مختلفة في دمشق لبلدي نيوز، من استمرار عمليات الانقطاع الطويلة، حيث أنها تأتي ساعتين في المزة مقابل أربع ساعات قط متواصلة، بحسب مواطن من الحي، فيما عبر آخر من حي بزرة عن خيبة أمله بسبب عدم تحسن الكهرباء برغم الوعود الحكومية قبل إعلان وصول الغاز الأذربيجاني وبعده. وعبرت سيدة من جرمانا عن إحباطها قائلة: "إن الوعود هي شعارات إعلامية".
بالمقابل نقل موقع "نورث برس" المحلي عن مدير المؤسسة العامة لنقل وتوزيع الكهرباء خالد أبو دي قوله، إن تحسن إنتاج الكهرباء لم يتحقق حتى الآن رغم استلام كامل كمية الغاز الأذري المخصصة، موضحاً أن السبب يعود إلى ارتفاع درجات الحرارة وزيادة الطلب، إضافة إلى خروج عنفات توليد عن الخدمة وضعف مردود معظم العنفات بسبب الحرارة المرتفعة، فضلاً عن أعطال فنية في الشبكة.
وأشار أبو دي إلى أن ضخ الغاز الأذري بدأ تدريجياً بكمية 750 ألف متر مكعب يومياً، قبل أن يصل إلى كامل الكمية المتفق عليها البالغة 3.4 ملايين متر مكعب يومياً، كما تم خلال فترة الضخ معالجة أعطال في الشبكة وتعديات على خطوط نقل الغاز بين الشمال والوسط وبين محطتي جندر والناصرية.
ورأي خبير الطاقة أحمد إبراهيم في تصريح لبلدي نيوز، أن أزمة الكهرباء لا يمكن حلها بالغاز وحده، بل تحتاج إلى خطة متكاملة لإعادة تأهيل المحطات وشبكات النقل التي دمرتها الحرب، مؤكداً أن الحلول الحالية لا تكفي، واستعادة إنتاج الكهرباء بشكل مستدام قد يحتاج من خمس إلى عشر سنوات إذا توفرت استثمارات جادة ومناخ آمن.