بلدي
كشفت مصادر إقليمية وأمنية لموقع "ميدل إيست آي" عن استعدادات مكتملة لعملية عسكرية محدودة قد يشنها جيش الحكومة السورية الجديدة، ضد “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد)، وسط تحذيرات أمريكية من عدم قدرة التحالف الدولي على حماية “قسد”، إذا لم تلتزم باتفاق 10 آذار/مارس الماضي.
وأكدت المصادر أن تركيا، رغم عدم تدخلها المباشر، قد تقدم دعماً غير مباشر للعملية، مع تأكيد أنقرة على إيجابية الرد على أي طلب سوري بهذا الشأن.
وبحسب المصادر، حذر مسؤولون أمريكيون “قوات سوريا الديمقراطية” من أن التحالف الدولي قد لا يتمكن من توفير الحماية في حال شنت دمشق هجوماً عسكرياً، مشددين على ضرورة الالتزام بالاتفاق الذي وقع في آذار/مارس والذي ينص على دمج قوات “قسد” في الجيش السوري الجديد، ونقل السيطرة على الحدود والمؤسسات إلى الحكومة المركزية.
وفي سياق متصل، طلب المبعوث الأمريكي الخاص توماس باراك، خلال لقاءاته مع مسؤولين أتراك في أنقرة، مزيداً من الوقت للجهود الدبلوماسية والمفاوضات مع “قسد”، إلا أن المسؤولين الأتراك أكدوا أن القرار يعود لحكومة دمشق، وأن أي طلب دعم سيتم الرد عليه إيجاباً تماشياً مع التعاون العسكري بين البلدين وحساسيات الأمن القومي التركي.
وأفادت المصادر الأمنية بأن الاستعدادات لعملية عسكرية محدودة ضد “قسد” قد اكتملت، مع احتمال دعم تركي غير مباشر من خلال القوات المسلحة التركية.
وتأتي هذه التطورات في ظل اندلاع اشتباكات متقطعة بين الجيش السوري و"قسد" في دير حافر وحول سد تشرين الأسبوع الماضي، حيث تبادل الطرفان الاتهامات بالتصعيد.
وأشارت المصادر إلى أن زيارة الوفد السوري إلى أنقرة، الذي يضم وزير الخارجية أسعد الشيباني ووزير الدفاع ورئيس المخابرات، تركز على التهديدات المشتركة وأمن الحدود ومتابعة الاتفاقيات والاستثمارات الاقتصادية المحتملة.
كما لفتت إلى أن الحكومة السورية طلبت رسمياً مساعدة أمنية من تركيا الشهر الماضي، مع مناقشات محتملة حول نشر قوات تركية في سوريا.
الجدير بالذكر أنه تم اليوم توقيع مذكرة تفاهم للتعاون في مجالي التدريب العسكري وتقديم الاستشارات، بين سوريا وتركيا، وذلك عقب مباحثات رسمية بين وزيري الدفاع في البلدين بالعاصمة التركية أنقرة.
وقالت وزارة الدفاع التركية، في بيان عبر منصة (إكس)، إن اللقاء الذي جمع وزير الدفاع التركي يشار غولر بنظيره السوري مرهف أبو قصرة، بمشاركة وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني ورئيس الاستخبارات العامة حسين السلامة، تناول القضايا الدفاعية والأمنية على المستويين الثنائي والإقليمي، في ضوء التطورات الراهنة.