بلدي
أطلق أسامة عثمان، الشريك الرئيسي لفريد المذهان في تسريبات "قيصر"، هجوماً حاداً على الحكومة السورية الانتقالية، عبر منشور على “فيسبوك”، واصفاً إياها بـ"السلطة المهيمنة" التي تُعامل الشعب السوري كـ"خطيفة".
وأعرب عثمان عن صدمته من استمرار مشاهد القتل والتعذيب في المؤسسات الأمنية، التي يُفترض أن تحمي المواطنين، مشيراً إلى أن هذه الممارسات تنتهك كرامة الإنسان السوري.
وفي منشوره، شدد عثمان على أن صور ضحايا سجون نظام الأسد، التي كشفتها ملفات قيصر، تظل "العلامة الأخلاقية الفارقة" للثورة السورية، معتبراً أن استمرار الانتهاكات الأمنية يعكس فشل الحكومة المؤقتة في احترام كرامة المواطن.
وانتقد بشدة إصدار عفو غير مشروط عن مجرمي النظام السابق، واصفاً إياه بـ"سابقة خطيرة" تؤسس لثقافة الإفلات من العقاب، حيث يشعر العناصر الأمنيون والعسكريون بأنهم "فوق الحساب".
كما وصف عثمان لجان التحقيق التي شكلتها الحكومة بـ"المسرحية"، مؤكداً أنها لن تنجح في إخفاء ثقافة القمع التي تمارسها السلطة.
ودعا الحكومة المؤقتة إلى "مراجعة أنفسها" والتأدب في حضرة المواطن السوري، مؤكداً أن "لا كرامة لدولة تهين شعبها، ولا هيبة لدولة لا تحترم هيبة المواطن"، وأشار إلى أن الشعب السوري لن يحتمل "همجية القوى الأمنية" التي تدعي لنفسها "مقام الألوهية"، في إشارة إلى استبدادها وسيطرتها المطلقة.
يشار إلى أن أسامة عثمان، المعروف أيضاً باسم "سامي"، هو مهندس مدني من ريف دمشق، لعب دوراً قوياً في تسريب ملفات قيصر التي وثقت جرائم التعذيب في سجون نظام بشار الأسد، وكشف عن هويته الحقيقية بعد سقوط النظام، في مقابلة مع "الشرق الأوسط"، بعد سنوات من العمل تحت اسم مستعار حفاظاً على سلامته.
وبدأ تعاونه مع فريد المذهان (قيصر) في أيار/مايو 2011، حيث ساعد في تهريب أكثر من 53,000 صورة لضحايا التعذيب إلى خارج سوريا، والتي كشفت للعالم فظاعة الجرائم المرتكبة بين عامي 2011 و2013.
ويرأس عثمان حالياً منظمة "ملفات قيصر لأجل العدالة"، وهي منظمة حقوقية تهدف إلى محاسبة مرتكبي الجرائم في سوريا.