بلدي
تحدث موقع "دويتشه فيله" في تقرير أعدّه الصحفي مورالي كريشنان من نيودلهي، عن توجه الهند لإعادة بناء علاقاتها مع سوريا عبر أول زيارة دبلوماسية رسمية إلى دمشق منذ سقوط نظام الأسد في كانون الأول/ ديسمبر 2024، في إطار طار سعي نيودلهي لحماية مصالحها الاستراتيجية.
وأشار التقرير إلى أن الوفد الهندي برئاسة سوريش كومار، السكرتير المشترك في وزارة الخارجية الهندية، اجتمع مع كبار المسؤولين السوريين، بمن فيهم وزير الخارجية أسعد الشيباني، للبحث في تعزيز العلاقات الثنائية.
ونقل "دويتشه فيله" عن مدثر قمر، الأستاذ المشارك في مركز دراسات غرب آسيا بجامعة جواهر لال نهرو، أن هذه الخطوة تعكس صورة الهند كقوة غير منحازة مستعدة للتعامل مع أنظمة متنوعة لتعزيز الاستقرار في المنطقة.
وأضاف قمر أن دعم السعودية والإمارات لسوريا في هذه المرحلة الانتقالية يساعد الهند في تعاملاتها، خصوصاً في ظل الأهمية الاستراتيجية المتزايدة لسوريا على صعيد علاقاتها الإقليمية مع تركيا وإسرائيل، ما يجعلها ذات قيمة خاصة لمصالح الهند الاقتصادية والاستراتيجية.
كما أشار التقرير إلى تصريحات شانتي مارييت ديسوزا، المديرة التنفيذية لمنتدى مانترايا البحثي المستقل، التي أكدت على أهمية الحفاظ على العلاقات مع النظام الجديد في دمشق، خصوصاً لحماية الهنود المتبقين في سوريا، وتعزيز الاستقرار الإقليمي عبر دعم جهود إعادة الإعمار والحد من توسع الجماعات المتطرفة.
وأبرز التقرير أن الهند، التي حافظت على وجود دبلوماسي محدود في دمشق طوال سنوات الحرب، تنظر إلى سوريا ضمن سياساتها الخارجية بعيدة المدى، مستفيدة من علاقاتها التاريخية مع الشعب السوري، وتحرص على التواصل مع جميع الشركاء الإقليميين بما في ذلك تركيا والنظام السوري الجديد.
وفي ختام التقرير، نقل "دويتشه فيله" عن الدبلوماسي الهندي السابق أنيل تريغونايات، أن النفوذ الإيراني في سوريا ضعيف مقارنةً بنفوذ تركيا من خلال علاقاتها مع الرئيس الانتقالي أحمد الشرع، وأن الهند تدرك أهمية التواصل مع جميع الفاعلين في المنطقة بغض النظر عن وجود فراغ سياسي أو استقرار.