بلدي
أصدر الشيخ يوسف جربوع، أحد شيوخ عقل طائفة الموحدين الدروز، بياناً شديد اللهجة وجه فيه خطاباً إلى السوريين، واصفاً الأحداث الأخيرة في محافظة السويداء بـ"المحنة العظيمة"، مؤكداً أن فعاليات المحافظة بذلت جهوداً حثيثة لوقف "حمام الدم" وحماية المدنيين.
واتهم جربوع القوات الحكومية المعتدية بارتكاب "أعمال وحشية طائفية" ترقى إلى التطهير العرقي الممنهج، معتبراً أن العدوان الأخير تحت ذريعة "بسط سيطرة الدولة"، وفر غطاءً لجرائم قتل وسرقة وحرق وتدمير بحق المدنيين العزّل.
وأشار جربوع إلى أن هذه الممارسات تمثل خيانة لإرث السويداء الإنساني والتاريخي، الذي تمثل في إيوائها وحمايتها للمدنيين من مختلف مناطق سوريا خلال الثورة على النظام السابق.
ودعا الشيخ الدول الضامنة إلى تحمل مسؤولياتها الإنسانية، مطالباً المنظمات الإنسانية والهيئات الصحافية العالمية بالوقوف على "المجازر المرتكبة بحق الإنسانية" في المحافظة، مؤكداً أن أبناء الطائفة "دعاة سلام ووفاق"، محذراً من المساس بكرامتهم، وقال: "خلف السلام شجاعة، ووراء اللين حزم وقوة".
وفي ختام بيانه، أعلن جربوع تأييده لدعوة مشايخ العقل إلى وحدة الصف ونبذ الفتن، موجهاً الشكر إلى الشيخ موفق طريف -زعيم الطائفة الدرزية في إسرائيل- وكل من ساند السويداء في محنتها.
وطالب جربوع بوقف الأعمال القتالية، والانسحاب الفوري من أراضي المحافظة، وإطلاق سراح المخطوفين والمغيبين، وتشكيل لجنة تحقيق دولية محايدة، ورفع الحصار وفتح المعابر الإنسانية دون قيد أو شرط.
واليوم السبت، أصدر الشيخ حكمت الهجري، الرئيس الروحي للموحدين الدروز، بياناً ندد فيه بما وصفه بـ"الإبادة الممنهجة" التي تتعرض لها السويداء، مؤكداً أن المحافظة "لم تعد تحتمل المزيد من الجراح"، مشيراً إلى جرائم شملت ذبح أطفال، وإعدام شيوخ وحرق منازل وحصار خانق، وقصف عشوائي استهدف المدنيين.
ووصف هذه الأفعال بـ"خطة إبادة صامتة" تُدار من "غرف مظلمة"، معتبراً أن التجويع كوسيلة ضغط يشكل جريمة حرب وفق اتفاقيات جنيف ونظام روما الأساسي.
كما شنّ الشيخ حمود الحناوي، أحد شيوخ عقل الطائفة، هجوماً لاذعاً على حكومة دمشق، واصفاً إياها بـ"حكومة الغدر" التي "باعت الوطن ونقضت المواثيق". وأكد أن جبل العرب "لن يركع إلا لله"، مشيداً بصمود أبناء الطائفة ووحدتهم في مواجهة "معركة وجود ومصير".
وأشار مراقبون إلى أن توحد مواقف الشيوخ الثلاثة في مواجهة حكومة دمشق، يمثل تحولاً سياسياً كبيراً، ويُتوقع أن يكون لهذه التطورات تأثير كبير على المشهد السياسي في السويداء وسوريا خلال الفترة المقبلة، خصوصاً أن الشيخين جربوع والحناوي يعتبران في السابق مقرّبين من الحكومة.