بلدي
أصدر الشيخ حكمت الهجري، الرئيس الروحي للموحدين الدروز، اليوم السبت، بياناً شديد اللهجة ندد فيه بالجرائم التي وصفها بـ"الإبادة الممنهجة"، التي تعرضت لها محافظة السويداء.
وأكد الهجري أن المنطقة "لم تعد تحتمل المزيد من الجراح"، مشيراً إلى سلسلة من الانتهاكات الخطيرة التي شملت ذبح أطفال، وإعدام شيوخ، وحرق منازل، إلى جانب فرض حصار خانق قطع الماء والكهرباء والغذاء، وقصف عشوائي استهدف المدنيين.
ووصف الهجري هذه الأفعال بأنها "خطة إبادة صامتة" تُنفذ بدم بارد وتُدار من "غرف مظلمة"، معتبراً أن استخدام التجويع كوسيلة ضغط على المدنيين يشكل جريمة حرب وفقاً لاتفاقيات جنيف ونظام روما الأساسي.
كما أدان “حملات التزييف الإعلامية” التي تحاول تصوير الجرائم على أنها محاولات لفرض الأمان، متسائلاً: "كيف لمن تلطخت أيديهم بدماء الأطفال أن يصبحوا دعاة سلام؟".
وطالب الرئيس الروحي للطائفة الدرزية الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي، بالتحرك الفوري لوقف "الصمت القاتل"، مقدماً خمسة مطالب رئيسية تشمل فتح تحقيق دولي مستقل، وإحالة المتورطين إلى المحكمة الجنائية الدولية، وإرسال بعثات مراقبة دولية، وقف الدعم للفصائل الإرهابية المحيطة بالسويداء، والضغط على الحكومة الانتقالية السورية، للالتزام باتفاق وقف إطلاق النار، مع انسحاب الميليشيات من حدود المحافظة.
ووجه الهجري شكره إلى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لدعمه الأقليات، وإلى إسرائيل لـ"تدخلها الإنساني"، ودول الخليج العربي، و"الإدارة الذاتية" يشمال وشرق الفرات، لوقوفهم إلى جانب أهالي السويداء، كما دعا أبناء المحافظة إلى وحدة الصف ونبذ الفتنة، مؤكداً أن "المحبة قوة توحد الصفوف"، وأن السويداء ستبقى "شامخة وعصية على الانكسار".
وختم البيان برسالة إلى الأحرار، مشدداً على أن أهالي السويداء ليسوا دعاة حرب، لكنهم لن يصمتوا أمام استمرار المجازر، وسيظلون "درعاً للحق" دفاعاً عن كرامتهم وأرضهم.
وفي وقت سابق اليوم السبت، شنّ حمود الحناوي، أحد شيوخ عقل طائفة الموحدين الدروز، هجوماً لاذعاً على حكومة دمشق، واصفاً إياها بـ"حكومة الغدر" التي لا عهد لها ولا ذمة، متهماً إياها ببيع الوطن ونقض المواثيق.
وقال "الحناوي" إن جبل العرب "لن يركع إلا لله"، مشيداً بصمود أبناء الطائفة ووحدتهم، ومشدداً على أهمية التكافل لمواجهة ما وصفها بـ"معركة وجود ومصير".
