بلدي
أكد تقرير صادر عن مركز "ألما" الإسرائيلي للأبحاث، اليوم الجمعة، أن احتياجات إسرائيل الأمنية تمنع انسحابها من سوريا ولبنان، مشدداً على أن تمركز القوات الإسرائيلية في تسعة مواقع بجنوبي سوريا، وخمسة مواقع في جنوبي لبنان، يمثل "موقفاً أمنياً ضرورياً وطويل الأمد" وليس ورقة تفاوضية مؤقتة.
وأوضح التقرير أن هذا التمركز، ضمن خط فصل القوات لعام 1974، يعكس سياسة دفاعية دائمة تفرضها معطيات ميدانية وسياسية معقدة، في ظل غياب شروط واقعية لانسحاب آمن ومستدام.
وأشار إلى أن الحكومة السورية الجديدة، بقيادة أحمد الشرع، تسعى لإعادة فرض سيادتها على كامل الأراضي السورية، وهو هدف يتعارض مباشرة مع المطالب الإسرائيلية بإقامة منطقة عازلة موسعة منزوعة السلاح، جنوبي دمشق.
ولفت تقرير “ألما” إلى أن هذه المطالب الأمنية الإسرائيلية تعززت بعد انضمام فصائل مسلحة، تضم "مقاتلين جهاديين سابقين"، إلى الجيش السوري الجديد، حيث اتهمت هذه الفصائل بتنفيذ انتهاكات في الساحل السوري ومحافظة السويداء خلال شهري آذار/مارس وتموز/يوليو 2025.
واعتبر أن عدم استعداد دمشق لتلبية الشروط الإسرائيلية للانسحاب يجعل أي مسار دبلوماسي يتجاهل هذا الصراع محكوماً بالفشل، مؤكداً أن العقيدة الأمنية الإسرائيلية الجديدة تركز على إزالة القدرات العسكرية السورية ورفض سياسات الاحتواء أو شراء الهدوء.
وأشار التقرير إلى أن إسرائيل تواصل منع إعادة بناء القدرات العسكرية لـ"حزب الله" في لبنان من خلال ضربات جوية شبه يومية وعمليات توغل برية محدودة، بعد اتفاق وقف إطلاق النار في تشرين الثاني/ نوفمبر 2024، معتبراً أن نزع سلاح الحزب شرط أساسي لأي انسحاب إسرائيلي من جنوبي لبنان. وخلص إلى أن التحديات الأمنية المستمرة في المنطقة تدفع إسرائيل للحفاظ على وجودها العسكري كجزء من استراتيجية دفاعية شاملة.