بحث

السويداء تعاني العطش.. والأهالي يناشدون المنظمات الإنسانية الدولية للتدخل

بلدي 

تشهد محافظة السويداء كارثة مائية غير مسبوقة بعد خروج أكثر من 80 بئراً جوفياً عن الخدمة في تجمع آبار الثعلة غرب المدينة، والذي كان يؤمن نحو 70% من مياه الشرب لسكان المحافظة.

ويأتي هذا الوضع الكارثي وسط حصار مشدد يعيق تأمين المحروقات والمعدات اللازمة لإعادة تشغيل الآبار، مما ينذر بتفاقم الأزمة الإنسانية في المنطقة، وفق ما أكد مراسل “بلدي” في السويداء ممدوح البربور.

وقال مدير مؤسسة المياه في السويداء، المهندس مثنى أبو عساف، إن المحطة الرئيسية في منطقة الثعلة تعرضت للتخريب الكامل والنهب قبل إحراقها بالكامل، مما أدى إلى توقفها عن العمل، كما لحقت أضرار جسيمة بالمحطة التاسعة في التجمع ذاته، مع فقدان السيطرة التشغيلية بسبب الوضع الأمني المتردي.

وأوضح أن المنطقة أصبحت خارج السيطرة الفنية، مشيراً إلى أن الأضرار تتطلب إعادة تأهيل شاملة.

وكانت آبار الثعلة تضخ يومياً حوالي 9000 متر مكعب من المياه لتغذية مدينة السويداء، لكن الكمية المتوفرة حالياً لا تتجاوز 2500 متر مكعب يتم تأمينها من آبار نقطية متفرقة، بينما تبلغ الحاجة الفعلية للمدينة ومحيطها نحو 15,000 متر مكعب يومياً، وهذا يعني أن أكثر من 80% من حاجة السكان للمياه غير مؤمنة، مما يفاقم معاناة الأهالي في ظل ارتفاع درجات الحرارة وزيادة أعداد النازحين إلى المدينة ومناطق شهبا وصلخد.

وأضاف أبو عساف أن المؤسسة أعادت تشغيل 9 آبار باستخدام مجموعات توليد كهربائية، لكن استمرار عملها يعتمد على توفر الديزل، الذي أصبح شبه معدوم بسبب “الحصار” المفروض على المحافظة.

وبسبب توقف شبكة التوزيع نتيجة غياب الضغط المائي وتدمير أجزاء من البنية التحتية، يعتمد السكان حالياً على نقل المياه عبر الصهاريج والوسائل البدائية، وهي حلول غير كافية لتلبية الاحتياجات.

وكشف مدير مؤسسة المياه عن وجود 18 غاطساً مائياً تم شراؤها من دمشق، لكن الجهات الأمنية منعت إدخالها إلى المحافظة رغم الحاجة الملحة، وفق قوله. 

وخلال الأحداث الأخيرة، فقدت المؤسسة 14 شاباً من كوادرها أثناء محاولتهم الوصول إلى الآبار ومحطات الضخ المتضررة. 

ووجّهت مؤسسة المياه، بالتنسيق مع جهات محلية، مناشدة عاجلة إلى المنظمات الدولية، بما في ذلك “اليونيسف” و"الصليب الأحمر" و"الهلال الأحمر السوري"، للتدخل الفوري لتأمين دخول المعدات وتوفير الوقود، وإرسال صهاريج مياه مؤقتة، والمساهمة في إعادة تأهيل المحطات المدمرة.

الجدير بالذكر أنه وإلى جانب أزمة المياه، تعاني السويداء من نقص حاد في الطحين، مما أدى إلى إغلاق العديد من الأفران، ومن نقص في الأدوية والمواد الطبية، مما يزيد من الضغوط على السكان.

وحذر ناشطون من أن المحافظة تقف على حافة كارثة إنسانية حقيقية، تهدد ليس فقط بالعطش، بل بتدهور النظافة العامة، وتفشي الأمراض وانهيار القطاعات الحيوية.

مقالات متعلقة