بحث

نقص حاد في الطحين والمياه والمحروقات.. الأزمة الإنسانية تتفاقم في السويداء

بلدي 

تواجه السويداء أزمة إنسانية متصاعدة، حيث أغلقت العديد من الأفران الخاصة أبوابها، الإثنين، في عدة مناطق بالمحافظة، بسبب نفاد مخزون الطحين والمحروقات، وتزايد الضغط على الأفران العامة التي تعمل بأقصى طاقتها، وسط نقص حاد في المواد الأساسية.

أعلنت صفحات محلية وبلديات في قرى وبلدات مثل ملح في الريف الشرقي والرحا شمال السويداء اعتذار الأفران عن العمل اليوم، مشيرة إلى نفاد الطحين والمحروقات.

وبحسب ما أفادت شبكة "السويداء 24" المحلية فإن الأفران العامة تعمل بكامل طاقتها، لكن توقف الأفران الخاصة زاد الضغط عليها، مما أدى إلى ازدحام شديد.

وخلال الـ72 ساعة الماضية، لم تدخل أي كميات من الطحين أو المحروقات إلى المحافظة عبر "الممر الإنساني"، رغم إعلان السلطات إعادة فتحه اليوم بعد إغلاقه مؤقتاً أمس الأحد إثر تجدد الاشتباكات.

وأشار المصدر ذاته إلى أن الكميات الوحيدة التي وصلت السبت الماضي اقتصرت على عشر سيارات تحمل مواد غذائية وخضروات، وهي غير كافية لتلبية الاحتياجات.

وخلال الأسبوعين الماضيين، تلقت السويداء ما بين 400 إلى 500 طن من الطحين فقط، مقدمة من منظمات أممية وتبرعات مغتربي المحافظة، بينما تحتاج المحافظة يومياً إلى حوالي 120 طن من الطحين لتأمين الخبز.

كما تسبب استهداف المطاحن الرئيسية في أم الزيتون من قبل مجموعات مسلحة موالية للحكومة الانتقالية، الشهر الماضي، في تدهور الخدمات الأساسية، مما زاد من معاناة السكان، وفق ما ذكرت الشبكة. 

وفي سياق متصل، يعاني مشفى السويداء الوطني من ظروف قاسية، حيث بات الطاقم الطبي والمرضى يعتمدون على قطع البسكويت كوجبة غذائية بسبب انهيار منظومة الإمدادات الغذائية، وبحسب ما ذكرت المصادر المحلية فإن أكثر من 800 شخص، بين كوادر طبية ومرضى ومرافقين، يواجهون نقصاً حاداً في المواد الغذائية الأساسية.

وأشارت إلى أن المواد المتوفرة، مثل البرغل، لا تكفي لتأمين وجبات متكاملة بسبب غياب الخضروات والزيوت، وغيرها من المكملات، في حين أطلق الكادر الطبي مناشدة عاجلة للجهات المعنية والمنظمات الداعمة لتوفير الحد الأدنى من مقومات البقاء.

وتتفاقم الأزمة مع انقطاع المياه، حيث خرج تجمع آبار الثعلة، المصدر الرئيسي لمياه الشرب في المحافظة، عن الخدمة منذ منتصف تموز/يوليو الماضي بسبب عمليات تخريب ونهب، يتهم الأهالي قوات الحكومة الانتقالية التي تسيطر على المنطقة بالمسؤولية عنها.

ورغم الإعلان عن هدنة هشة وفتح ممر إنساني، لا تزال المساعدات التي تصل المحافظة محدودة للغاية، حيث لا تلبي سوى أقل من 20% من الاحتياجات الأساسية، وفقاً لناشطين محليين.

مقالات متعلقة