بلدي
قال قائد الأمن الداخلي في السويداء، العميد أحمد الدالاتي إن “العصابات المتمردة” لم يرق لها حالة الاستقرار التي شهدتها المدينة وسعت لنشر الفوضى، وهي مشبوهة وترتبط بشبكة فساد ذات صلة بالنظام البائد، وذلك عقب تصاعد الاشتباكات بين قوات الأمن الداخلي والفصائل المحلية، مع تبادل الاتهامات بين الطرفين بخرق اتفاق وقف إطلاق النار.
وأضاف الدالاتي في تصريحات لقناة “الجزيرة”، أن قواته تعمل على "عودة تدريجية لمؤسسات الدولة وتأمين وصول الخدمات لأهالي المدينة"، مضيفاً أنه “لا يوجد حصار مفروض على المدينة، بل طوق أمني لمنع الاشتباكات”.
واتهم العميد إسرائيل بـ"استخدام عنوان الطائفة الدرزية لإضعاف دول الجوار"، مشيراً إلى أن “الطائفة الدرزية في سوريا ليست بحاجة إلى حماية دولية والدولة تحميها كغيرها من مكونات المجتمع”.
وفي تصريحات أخرى لقناة “تلفزيون سوريا” أوضح الدالاتي أن “العصابات المتمردة هاجمت فجر اليوم نقاطاً للأمن الداخلي في السويداء، بدأت بتل الحديد وتوسعت إلى ولغا وريمة حازم بريف المحافظة”، وأشار إلى أن “الهجوم كان منظماً بدأ بتمهيد ناري بالدبابات والهاونات، وأسفر عن شهداء ومصابين من عناصر الأمن الداخلي”.
وأكد أن قواته ردت على مصادر النيران وتواصلت مع الوسطاء لإعادة الأمور إلى ما كانت عليه، مشدداً على أن “وجود الدولة هو الحل الوحيد لضمان أمن المحافظة”.
واتهم العميد ما وصفها بـ"العصابات" باستغلال نفوذها لتمرير أجندات "شخصية وخارجية"، مشيراً إلى عدم استجابتها لبند الاتفاق الخاص بإخراج المعتقلين وتبيان مصير المفقودين.
ووفقًا لشبكة "السويداء 24"، تراجعت حدة الاشتباكات مساء الأحد، مع استمرار رشقات نارية متقطعة على خطوط التماس، وسط استنفار واسع.
وأفادت مصادر ميدانية بأن قوات تابعة للحكومة الانتقالية، مدعومة بآليات الأمن العام، استهدفت أحياء سكنية غربي مدينة السويداء بأسلحة ثقيلة وقذائف هاون، بعد انسحاب الفصائل المحلية من تل الحديد استجابة للأطراف الضامنة للهدنة، في حين ردت الفصائل المحلية على هذه الخروقات، ما أدى إلى اشتباكات أحبطت محاولات تقدم القوات نحو المحور الغربي.
من جهة أخرى، أفادت شبكة "الراصد" أن جولة تفاوض جرت اليوم لإعادة تثبيت الهدنة، حيث تم التوافق مع الدول الضامنة على انسحاب جميع الأطراف إلى نقاط الهدنة المؤقتة، ريثما تنسحب القوات الحكومية إلى الحدود الإدارية للمحافظة.
وأكد مصدر مقرب من الرئاسة الروحية لطائفة الموحدين الدروز أن الفصائل المحلية تلقت تعليمات بالالتزام بوقف إطلاق النار والعودة إلى نقاطها.
يُذكر أن العميد أحمد الدالاتي يُعتبر شخصية مثيرة للجدل في أحداث السويداء، حيث أعد حقوقيون سوريون الشهر الماضي مذكرة قانونية تتهمه مع قائد الأمن الداخلي في درعا، العميد شاهر جبر عمران، بالتورط في جرائم حرب وانتهاكات جسيمة خلال الهجوم الأخير على السويداء، مما يزيد من تعقيد الوضع الأمني والسياسي في المحافظة.