بلدي
أثار مقتل الناشط الإعلامي السوري كندي العداي، الذي عُثر على جثته مشنوقة داخل شقته في حي الجورة بمدينة دير الزور، غضباً شعبياً واسعاً، بعد تأكيدات من أصدقائه بأنه تعرض للاعتقال والتعذيب على يد قوات "الأمن العام" السورية.
وأظهرت الجثة آثاراً واضحة للضرب والتعذيب، وفق ما أكد المطلعون على الصور الجديدة، في حادثة جديدة تعكس المخاطر التي يواجهها السوريون في ظل الفوضى الأمنية العارمة بالبلاد.
وكان العداي، المعروف بمواقفه الجريئة في انتقاد ممارسات "الشبيحة" وكشف قضايا الفساد والانتهاكات في المنطقة، قد عاد مؤخراً من ألمانيا ليستأنف نشاطه الإعلامي الذي حظي بتقدير شعبي كبير.
ووفقاً لصديقه أحمد الرمضان، أرسل العداي تسجيلات صوتية وصوراً توثق تعرضه للتعذيب خلال فترة اعتقاله التي استمرت 20 يوماً قبل مقتله.
وقال الرمضان عبر فيسبوك: “كندي بعثلي كل شي، كأنه كان عارف نهايته. اليوم راح أنشر التسجيلات والصور بصوته، الله يرحمه وينتقم من قاتليه”.
وأثارت الحادثة موجة غضب عارمة في الأوساط السورية، مع تجدد الاتهامات للقوات التابعة لوزارتي الداخلية والدفاع السورية بارتكاب جرائم وانتهاكات جسيمة دون أي رادع قانوني أو وطني أو أخلاقي.
ويستعيد مقتل العداي ذكرى حادثة الشاب يوسف اللباد من حي القابون بدمشق، الذي توفي قبل أيام بعد عودته من ألمانيا، وسط اتهامات مماثلة بتعرضه للتعذيب دون التوصل إلى نتائج في التحقيقات الرسمية.
وتتجدد المطالبات الشعبية والحقوقية بوضع حد لهذه الجرائم المروعة والمستمرة بحق المدنيين، وضمان حماية العاملين في المجال الإعلامي والنشطاء في سوريا.