بلدي
بدأت سوريا، اليوم السبت 2 آب/أغسطس، استقبال الغاز الطبيعي من تركيا وأذربيجان، ضمن خطوات تهدف إلى تحسين واقع الطاقة في البلاد وتعزيز استقرار الشبكة الكهربائية.
وأكد الناطق باسم وزارة الطاقة “أحمد السليمان” أن ضخ الغاز يمثل انطلاقة لمرحلة جديدة من التعاون الإقليمي، مشيراً إلى أن التزويد يتم عبر الأراضي التركية، ليصل إلى محافظة حلب لتوليد نحو 900 ميغاواط من الكهرباء.

وأفاد وزير الطاقة التركي “ألب أرسلان بيرقدار” بأن تصدير الكهرباء إلى سوريا يتم عبر 8 نقاط مختلفة، مع خطة لرفع القدرة التصديرية بنسبة 25% مبدئياً، مضيفاً أن تركيا قد تصدّر سنوياً ما يصل إلى ملياري متر مكعب من الغاز إلى سوريا، وهي كمية تكفي لتغطية احتياجات 5 ملايين أسرة.
وتزامن بدء التوريد مع اتفاق تم توقيعه في 12 تموز/يوليو بين وزير الطاقة السوري “محمد البشير” وشركة "سوكار" الأذربيجانية، خلال زيارة الرئيس “أحمد الشرع” إلى أذربيجان، حيث أعلنت دمشق أن التزويد اليومي سيصل إلى 4 ملايين متر مكعب من الغاز.

وأوضح مدير المؤسسة العامة لنقل وتوزيع الكهرباء “خالد أبو دي” أن المرحلة الأولى تتضمن تغذية محطة حلب الحرارية بالغاز بدلاً من الفيول، ما سيسمح بدعم الشبكة العامة بطاقة مضافة تتراوح بين 500 و700 ميغاواط حتى 7 آب/أغسطس، على أن يصل الغاز لاحقاً إلى المنطقة الوسطى، ومن ثم الجنوبية، مما يرفع القدرة الإجمالية إلى 800 ميغاواط.
وأشار إلى أن الغاز الأذربيجاني سيسهم في تحسين التوزيع الكهربائي على المحافظات وفق مبدأ العدالة والاحتياج الفعلي، مع توجيه كامل الزيادة في التوليد نحو الأحمال المنزلية، متوقعاً أن تزداد ساعات التغذية الكهربائية بمقدار 4 إلى 5 ساعات يومياً.
وشدد “أبو دي” على أن المؤسسة عملت خلال الأشهر الماضية على صيانة وتأهيل محطات التوليد والتحويل وخطوط النقل 230 و400 ك.ف، وتعزيز شبكات التوزيع، لا سيما في المناطق التي شهدت عودة النازحين، إلى جانب تفعيل فرق الطوارئ في جميع المحافظات للتدخل السريع عند حدوث أي خلل.
وأشار إلى أن الغاز الأذربيجاني يتميز بكفاءة احتراق أعلى، ويساهم في تقليل تكاليف إنتاج الكهرباء بنسبة 25% إلى 35% مقارنة بالفيول، كما يقلل من تكاليف الصيانة.
وعن المشاريع المرافقة، ذكر “أبو دي” أن خطة استيعاب الغاز تشمل إعادة تأهيل محطات "زيزون"، و"التيم"، و"محردة" الغازية، وإنشاء محطة "الطريفاوي" بقدرة تصل إلى 4000 ميغاواط، إضافة إلى تنفيذ مشاريع طاقة شمسية باستطاعة إجمالية قد تصل إلى 2000 ميغاواط.
كما أكد أن الخطط المستقبلية تتضمن التوسع في استيراد الغاز من دول صديقة، وبناء محطات توليد هجينة (غازية وشمسية) بالشراكة مع القطاع الخاص، إلى جانب دراسة فرص الربط الكهربائي الإقليمي مع العراق ولبنان ضمن مشروع الربط العربي.
وفي ختام تصريحه، شدد “أبو دي” على أهمية هذه المرحلة في إعادة بناء المنظومة الكهربائية، داعياً المواطنين إلى ترشيد استهلاك الكهرباء لضمان استفادة مثلى من الموارد الجديدة.