بلدي
أفادت تقارير محلية أن محافظة السويداء تعيش تحت حصار مشدد، قالت إن قوات الحكومة السورية فرضته منذ 13 تموز/يوليو 2025، وسط تدهور حاد في الخدمات الأساسية، ودمار البنية التحتية، وأزمة نزوح متفاقمة.
وأكدت شبكة “السويداء 24” أن وضع الكهرباء السيء أثر بشكل كبير على حياة الأهالي، حيث لا تتجاوز ساعات وصل الكهرباء في المحافظة ساعتين يومياً، مع انقطاعات متواصلة تصل إلى 22 ساعة، نتيجة أضرار جسيمة في الشبكة الكهربائية بسبب القصف واعتداءات على خطوط الشبكة في مناطق خاضعة لسيطرة "الأمن العام" بريف درعا.
وأضافت أنه حالياً، تصل 15 ميغاواط من الكهرباء فقط عبر خط احتياطي، بينما يتعذر إصلاح الخط الرئيسي بسبب عدم أمان المنطقة.
كما أشارت الشبكة إلى خروج 98 بئر مياه جوفية عن الخدمة، إضافة إلى تدمير ونهب محطة ضخ رئيسية في تجمع آبار الثعلة، التي كانت تؤمن 60-70% من مياه مدينة السويداء، وبات السكان يعتمدون على صهاريج مياه خاصة بأسعار مرتفعة (600-700 ألف ليرة سورية للنقلة) أو خزانات وزعتها منظمات إغاثية.
فضلاً عن ذلك، يواجه سكان المحافظة نقصاً حاداً في الطحين، حيث تُقدر الحاجة اليومية بـ120 طناً، بينما لا تزال مطاحن "أم الزيتون" متوقفة بسبب أضرار ناتجة عن اعتداءات.
وكانت قد وصل شحنة تزن 400 طن من الطحين الأسبوع الماضي، عبر مساعدات أممية وتبرعات، لكنها لا تكفي سوى لأيام محدودة، مع ازدحام كبير على الأفران.
ويضاف إلى ذلك، نزوح أكثر من 170 ألف شخص منذ منتصف الشهر الماضي، باتجاه مدن السويداء وشهبا وصلخد، حيث يقيم النازحون في مراكز إيواء أو منازل السكان المحليين، مع اعتمادهم على مساعدات إغاثية محدودة لا تلبي سوى 5% من الاحتياجات.
وبحسب ما ذكرت الشبكة، فإن أكثر من 30 قرية في ريف السويداء الشمالي والغربي تشهد عمليات نهب مستمرة للبنية التحتية والمنازل وخطوط الكهرباء والاتصال، مع إحراق منازل بشكل ممنهج، مضيفة أن وجود مجموعات مسلحة موالية لـ"الحكومة الانتقالية" وحواجز "الأمن العام" يمنع عودة السكان إلى هذه القرى.
وكانت قد دخلت قافلة مساعدات إنسانية محدودة، الجمعة، عبر ممر بصرى الشام، تضمنت 4 صهاريج مازوت للمؤسسات الخدمية، بينما يُمنع دخول البنزين بقرار أمني، مما أدى إلى شلل في حركة النقل، كما أن طريق دمشق-السويداء مقطوع بالكامل، والحركة التجارية متوقفة منذ بدء الحصار.
يذكر أن مئات المواطنين احتشدوا بساحة الكرامة في السويداء، وعدة ساحات رئيسية في مدن صلخد وشهبا وقرى سليم وقنوات ومفعلة وأبو زريق، اليوم الجمعة، استجابةً لدعوة فعاليات مدنية، للتعبير عن غضبهم إزاء الانتهاكات التي ارتكبتها قوات تابعة للحكومة، منتصف تموز الماضي، والأوضاع الإنسانية المتردية.