بلدي
كشف الصحفي محمد الحاج، المنحدر من الرقة، تفاصيل عن ظروف اعتقال الصحفية هبة كوسا والإفراج عنها يوم الخيمس من سجون قوات سوريا الديمقراطية "قسد" في الرقة، بعد اعتقال استمر لنحو شهر.
ووفق مصادر محلية مطلعة نقلها الحاج، خرجت هبة كوسا من السجن وهي تحمل آثار كدمات واضحة نتيجة التعذيب الممنهج الذي تعرضت له خلال فترة احتجازها. كما أجبرت خلال الاعتقال على الوقوف في مساحة ضيقة لمدة 24 ساعة متواصلة، مرة كل يومين إلى ثلاثة أيام، دون السماح لها بالجلوس، ما أدى إلى تدهور حالتها الصحية.
كما تعاني هبة من فقدان الوزن واضطرابات في الرؤية بسبب منعها من ارتداء نظارتها الطبية طوال فترة السجن، وهو ما فاقم وضعها الصحي بشكل كبير.
وأشار الحاج إلى فشل محاولات هبة في التواصل مع عائلتها بسبب التهديدات التي تعرضوا لها، إضافة إلى تهديدات مباشرة لها بعدم استخدام وسائل التواصل الاجتماعي عقب الإفراج عنها.
وأكد المصدر أن جهاز "الاستخبارات" التابع لـ"قسد" كان وراء اعتقالها والتهديدات التي تلقتها، وأن الإفراج عنها جاء بعد ضغوط إعلامية إثر انتشار أنباء عن وفاتها تحت التعذيب، حيث كانت بانتظار جلسة محاكمة بتهمة "الإرهاب".
وكانت هبة قد فقدت وعيها في المعتقل، وانتشر خبر وفاتها، إلا أن السجناء أرسلوا تسجيلاً صوتياً منها يؤكد بقائها على قيد الحياة.
وأضاف الحاج أن منزل عائلة هبة تعرض للتخريب والاعتداء خلال مداهمة اعتقالها، ولا تزال ابنة خالتها الناشطة آية حميدي معتقلة في سجون "قسد" دون معرفة مصيرها.
ونقل الحاج أيضاً أن هبة عملت في فريق إعلامي تابع لقوات "الأسايش" وهي قاصرة، حيث تعرضت للاستغلال والتجنيد، واضطرت لاحقًا لترك العمل بسبب المضايقات، واعتقلت بتهم "كيدية" بالتخابر مع جهات خارجية تنفيها.
وحذر الصحفي محمد الحاج من تدهور صحة هبة وعائلتها، محملاً "الإدارة الذاتية" و"قسد" و"وحدات حماية المرأة" المسؤولية كاملة، ومطالباً بالكشف الفوري عن مصير آية حميدي وإطلاق سراحها.