بحث

الدالاتي: انسحاب الدولة من السويداء جاء تجنباً لحرب مع إسرائيل

بلدي 

 

كشف مدير الأمن الداخلي في السويداء، العميد “أحمد الدالاتي”، أن انسحاب قوات الدولة من المحافظة جاء استجابة لضغوط دولية، لتجنّب مواجهة مباشرة مع إسرائيل عقب تصعيد عسكري استهدف مواقع حساسة في دمشق.

وأوضح “الدالاتي”، خلال لقاء مع عدد من الموقوفين على خلفية الأحداث الأخيرة، أن بعض الجهات في السويداء استعانت بقوى خارجية ووجّهت إشارات لإسرائيل لاستهداف مواقع عسكرية، ما أدى إلى قصف مبنى وزارة الدفاع والقصر الجمهوري، واصفاً التصعيد بأنه "مشهد شديد التعاسة".

وأشار إلى أن أطرافاً محلية طالبت بحماية دولية وفتح معبر مع الأردن، رغم تأكيدها المتكرر على الانتماء الوطني، في حين تضم غرفة العمليات المناوئة للدولة شخصيات مرتبطة بالنظام السابق ومتورطة بدماء السوريين، بحسب قوله.

وفي هذا السياق، انتقد الدالاتي موقف شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز، حكمت الهجري، معتبراً أن بيانه الداعم لدخول الأمن إلى السويداء تلاه مقطع فيديو مناقض، مما وضعه في موقف محرج، رغم وجود تفاهمات سابقة بين الدولة ووجهاء المحافظة.

وأوضح “الدالاتي” أن الانسحاب تم تحت ضغط القصف، محذراً من أن غياب الدولة قد يفتح الباب أمام تدخل العشائر وتصاعد الفوضى، وهو ما تحقق فعلاً، إذ دخلت العشائر بعد سقوط قتلى من صفوفها، فيما لم تتمكن الأجهزة الأمنية من التدخل في حينه.

وبيّن أن المجتمع الدولي عاد لاحقاً ليطالب بعودة الدولة لضبط النزاع بين العشائر والفصائل المحلية، وهو ما تم عبر نشر نقاط أمنية، أسهمت في استقرار الوضع خلال الأيام الأخيرة.

وفي الملف الإنساني، أشار “الدالاتي” إلى أن الدولة تعاملت مع قضية المحتجزين من أبناء العشائر، وسعت لتأمين المحروقات والكهرباء والمساعدات للمنطقة، مؤكداً أن ما حدث شكّل جرحاً عميقاً، إلا أن الدولة تبقى ملتزمة بواجبها تجاه جميع السوريين، بمن فيهم أهالي السويداء.

ودعا “الدالاتي” إلى تجاوز الخلافات والانخراط في مسار مصالحة حقيقية تعيد المحافظة إلى وضعها الطبيعي، مستشهداً بتجارب سابقة في مناطق أخرى، مؤكداً أن هذه الجهود ليست إعلامية، بل ستُنفذ على أرض الواقع.

وختم بالتشديد على أن وجود الموقوفين مؤقت، فرضته ظروف استثنائية، وأن الدولة تتواصل مع ذويهم لإعادتهم، مشيراً إلى أن من يهدد مصالح البلاد لا بد أن يُستبعد من أي مشروع وطني.

مقالات متعلقة