بلدي
خرج آلاف السكان في محافظة السويداء، في مظاهرات واعتصامات متزامنة، للاحتجاج على العملية العسكرية التي نفذتها قوات الحكومة السورية مؤخراً، ونتج عنها مقتل مئات الأشخاص.
وشهدت مدن السويداء وصلخد وشهبا وبلدات القريا وملح وعتيل وعرمان وحبران والكفر، وقرى المشقوق والجنينة وصما البردان والمنيذرة وامتان وذيبين وبكا وحوط وام الرمان ودوما وعراجي ورساس، مظاهرات غاضبة، وفق ما أفادت شبكة “السويداء 24”.
وطالب المتظاهرون برفع الحصار المفروض على المحافظة، وإدانة المجازر التي ارتكبتها قوات الحكومة الانتقالية، وفتح معابر إنسانية، إلى جانب المطالبة بتحقيق دولي مستقل في الأحداث الأخيرة.
وندد المتظاهرون بالانتهاكات واستنكروا منع قوات الأمن السورية وسائل الإعلام الأجنبية من دخول المحافظة لتوثيق الأحداث، مطالبين بحماية دولية ودعم مواقف الرئاسة الروحية للمسلمين الموحدين الدروز، التي رفضت دخول قوات الأمن إلى المدينة وطالبت بتدخل دولي فوري، وفق المصدر ذاته.
واليوم الاثنين، أكد المبعوث الأممي الخاص إلى سوريا، غير بيدرسون، خلال إحاطته أمام مجلس الأمن الدولي، الحاجة الماسة لتصحيحات جوهرية في المسار الأمني والانتقال السياسي، محذراً من أن العنف في السويداء أدى إلى "سقوط أعداد كبيرة من الضحايا، واستنزاف الثقة، وزيادة مخاطر التفتت".
وأدان الانتهاكات المروعة ضد المدنيين والمقاتلين، مشيراً إلى تقارير موثوقة عن إعدامات تعسفية واختطافات وتدمير الممتلكات، واستنكر التدخل الإسرائيلي عبر الغارات الجوية على السويداء ودمشق.
من جانبها، أفادت إديم ووسورنو، مديرة قسم العمليات والمناصرة في مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، بأن ثلاث قوافل مساعدات وصلت إلى السويداء في 20 و23 و28 تموز، تحمل غذاءً، ودقيق قمح ووقوداً وأدوية، ومستلزمات إيواء مقدمة من برنامج الأغذية العالمي، اليونيسف، وشركاء آخرين.
وأكدت أن الوصول لا يزال مقيداً، داعية إلى تسهيل وصول المساعدات والطواقم الطبية بشكل مستدام، مشيرة إلى عمل الأمم المتحدة مع الهلال الأحمر العربي السوري ومنظمات غير حكومية لدعم النازحين في مراكز استقبال بدرعا وريف دمشق.
وأفادت مصادر محلية بأن الاحتياجات الإنسانية في السويداء تفوق حجم المساعدات الواردة، مع نزوح أكثر من 175 ألف شخص، وتضرر البنية التحتية للمياه والكهرباء، مما أدى إلى انقطاع الخدمات الأساسية.