بحث

صحفيون يستنكرون قرار السلطات السورية منع دخول الفرق الصحفية الأجنبية إلى السويداء

بلدي 

منعت السلطات السورية فرقاً صحفية أجنبية من دخول محافظة السويداء المحاصرة، التي شهدت مؤخراً أحداثاً دامية وانتهاكات وصفت بالمروعة، قبل التوصل إلى وقف لإطلاق النار، الأمر الذي استنكره سوريون في مواقع التواصل الاجتماعي، بينهم صحفيون.

وأفادت مصادر صحفية بأن “الأمن العام” التابع لوزارة الداخلية، منع أربع فرق إعلامية من وسائل إعلام مختلفة من الدخول عبر معبري دمشق-السويداء ودرعا/بصرى الشام-السويداء.

ونقل الصحفي السوري فادي الداهوك عبر منشور على فيسبوك أن حاجزاً أمنياً أبلغ فريقاً إعلامياً فرنسياً بتلقيه أوامر من قائد الأمن الداخلي في السويداء، العميد أحمد الدالاتي، بعدم السماح للصحفيين الأجانب بدخول المحافظة "لأسباب أمنية تتعلق بسلامتهم".

كما حاول فريق إعلامي بريطاني استيضاح الأمر من وزارة الإعلام، ليتلقى رداً يفيد بأن الوزير حمزة المصطفى أصدر قراراً بتعليق منح التراخيص لوسائل الإعلام لتغطية الأوضاع في السويداء.

وأشار الداهوك إلى أن التصاريح كانت تُمنح حتى يوم الخميس الماضي، قبل أن يُضاف شرط جديد يتطلب موافقة العميد الدالاتي أيضاً، لافتاً أنه اعتباراً من اليوم الأحد، تم إيقاف جميع التصاريح، مما أثار انتقادات واسعة بين الصحفيين.

 

وعلق الصحفي حازم العريضي، ابن مدينة السويداء، قائلاً: "السويداء تحوّلت إلى منطقة أمنية عليا لا يُسمح للصحافة بالاقتراب منها. يبدو أن الوزير حمزة المصطفى اختار إعلان الحرب على حرية الصحافة، ربما لأنه يخشى كشف الحقائق في محافظة رفعت صوتها ضد الانتهاكات".

وأضاف العريضي قائلاً: "الصحافة ليست العدو، العدو الحقيقي هو من يرتجف من رؤيتها".

وكان وزير الإعلام حمزة المصطفى قد ألمح قبل أيام إلى عزمه تقييد حرية الإعلام، منتقداً التقارير الصحفية الأجنبية التي وصفها بـ"المتحيزة وغير الموضوعية".

وقال المصطفى إن وسائل الإعلام الدولية استفادت من "هامش حرية غير مسبوق" في سوريا بعد سقوط الأسد، لكنها "اتسمت بنبرة مستشرقة" و"مواقف إيديولوجية مسبقة"، متجاهلة السياق السوري المعقد، حسب تعبيره.

وأعرب الوزير عن أسفه لعدم اعتماد هذه المنافذ "لهجة مصالحة أو نهج متوازن"، معتبراً أن الصحافة تحمل مسؤولية متابعة الحقيقة بنزاهة.

وتأتي هذه التطورات في وقت تعاني فيه السويداء من حصار خانق وتردي الأوضاع الإنسانية وانعدام الخدمات وقلة الطعام، وسط اتهامات للسلطات السورية بمحاولة معاقبة أهالي المدينة، ورغبتها بعدم تغطية أحوال السويداء من جانب وسائل الإعلام، خصوصاً الأجنبية.

مقالات متعلقة