بحث

فيدان: إسرائيل تعرقل استقرار سوريا وندعم تنفيذ اتفاق الشرع – عبدي

بلدي 

 

أكد وزير الخارجية التركي هاكان فيدان أن بلاده رصدت تحركات عسكرية واجتماعية مقلقة في مختلف مناطق سوريا عقب الاشتباكات الأخيرة في محافظة السويداء بين البدو والدروز، محذراً من محاولات تقسيم البلاد، ومشدداً على أن وحدة سوريا وسلامة أراضيها تمثل أولوية استراتيجية لتركيا.

وفي مقابلة تلفزيونية مع قناة "NTV" التركية، اتهم فيدان إسرائيل بعرقلة جهود الحكومة السورية في التدخل الحيادي لحل النزاع، مشيراً إلى أن أنقرة أطلقت تحذيرات مباشرة إلى الأطراف الانفصالية، كما بعثت برسائل واضحة عبر القنوات الاستخباراتية للجهات الدولية، داعية الجميع لاحترام سيادة سوريا ووحدتها.

وتطرق فيدان إلى تطورات 13 تموز الجاري في السويداء، واصفاً إياها بـ"الكارثة الإنسانية"، حيث اندلعت مواجهات بين عشائر بدوية ومجموعات درزية، أسفرت عن مقتل عشرات الجنود السوريين.

وأشار إلى أن فرعاً درزياً واحداً تبنّى خطاباً معادياً للوفاق، ودعا إلى استخدام السلاح لتحقيق الاستقلال.

وأضاف أن عناصر أمنية حكومية انتشرت في المنطقة وفق تفاهم تم التوصل إليه في عمان، إلا أن الاشتباكات استمرت في بعض المواقع، بينما تتواصل الجهود لضمان استقرار محايد.

وأوضح أن الرئيس السوري أحمد الشرع تعامل مع الأزمة بسياسة شاملة، ودعا إلى الحياد التام في النزاعات المحلية، مشدداً على محاسبة المتورطين دون تمييز.

وأشار فيدان إلى أن تركيا تنتظر تنفيذ اتفاق 10 مارس/آذار الموقع بين الرئيس السوري أحمد الشرع وقائد "قسد" مظلوم عبدي، والذي ينص على دمج مؤسسات "قسد" المدنية والعسكرية ضمن هيكل الدولة السورية، بما يشمل المعابر وحقول النفط والغاز.

وأكد أن تركيا تدعم خطوات تؤسس لسوريا موحدة تحفظ حقوق كل المكونات، وترفض التقسيم.

وأكد فيدان أن تركيا تلقت طلباً رسمياً من الحكومة السورية لدعم جهود إعادة هيكلة مؤسسات الدولة، خصوصاً في قطاع الدفاع. وأعلنت وزارة الدفاع التركية استعدادها لتقديم الاستشارات الفنية والتدريب والمساعدة في مكافحة الإرهاب.

ولفت إلى أن ضعف مؤسسات الدولة في سوريا يعوق تقديم الخدمات الأساسية كالصحة والتعليم والطاقة، داعياً إلى تعاون إقليمي ودولي لتعافي البلاد تدريجياً، مشدداً على أهمية تطوير القوات المسلحة السورية لتأمين الحدود ومحاربة داعش.

وانتقد فيدان السياسات الإسرائيلية، قائلاً إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو صرّح بعدم اهتمامه باستقرار سوريا، متهماً إسرائيل بتغذية الانقسام واستغلال الاضطرابات الطائفية في الجنوب السوري.

ورحب فيدان بتصريح المبعوث الأميركي توماس باراك الذي أكد أن واشنطن لم تعد "قسد" بدولة مستقلة، بل شجعتها على الاندماج ضمن الدولة السورية. 

وأضاف أن هناك حراكاً دبلوماسياً مع واشنطن ودول الجوار بخصوص هذا الملف.

وفي ختام حديثه، شدد فيدان على أن أي اتفاق بين قسد والحكومة السورية يجب أن يتم بشكل طوعي ودائم، وبضمانات تشمل حقوق جميع السوريين وسلامة الممتلكات، مؤكداً أن تركيا لن تسمح بتكرار سيناريوهات التقسيم التي مرت بها المنطقة خلال العقود الماضية.

مقالات متعلقة