بلدي
تشهد محافظة السويداء، جنوب سوريا، تصعيداً خطيراً للأوضاع الأمنية والإنسانية، مع استمرار هجمات مسلحة تشنها مجموعات عشائرية مدعومة بأسلحة ثقيلة على قرى وبلدات المحافظة.
وتأتي هذه الهجمات وسط اتهامات من أهالي السويداء وناشطين محليين للحكومة السورية الانتقالية، بتسهيل ودعم هذه العمليات بهدف الضغط على سكان المحافظة ذات الأغلبية الدرزية.
ووفقًا لشبكة "السويداء 24"، تستمر المعارك بنمط "كر وفر" على ثلاثة محاور رئيسية في ريف السويداء الغربي والشمالي والشمالي الشرقي، مع تحشيد مستمر لمجموعات مسلحة قادمة من خارج المحافظة.
وأدت الاشتباكات إلى نزوح جماعي غير مسبوق، حيث أفادت منظمات حقوقية بأن أكثر من 80 ألف أسرة من أهالي مدينة السويداء والقرى الغربية والشمالية نزحت باتجاه المناطق القريبة من الحدود السورية الأردنية.
كما نزحت أكثر من ألف أسرة من عشائر البدو إلى محافظة درعا هرباً من الانتهاكات، وفق مصادر أخرى.
ووثقت تقارير شهادات مروعة عن عمليات إعدام ميدانية وتصفيات جماعية استهدفت المدنيين، بما في ذلك النساء والأطفال، إلى جانب نهب وحرق المنازل السكنية.
وبحسب المصادر المحلية، يتهم الأهالي مجموعات مسلحة مدعومة من الحكومة الانتقالية بارتكاب هذه الانتهاكات، مشيرة إلى أن العديد من المهاجمين هم أفراد من وزارتي الدفاع والداخلية ارتدوا ملابس مدنية.
ويواجه المسلحون المهاجمون مقاومة حتى الآن من السكان المحليين، حيث تمكن مئات المقاتلين في السويداء من إحباط عدة محاولات لاقتحام المدينة، ومع ذلك، تواصل المجموعات المهاجمة تلقي تعزيزات عسكرية، مما يزيد من حدة المواجهات.
وتشهد المحافظة انقطاعاً كاملاً للكهرباء والمياه والاتصالات، مما يفاقم معاناة السكان، كما خرجت أهم مستشفيات المحافظة، مستشفى السويداء الوطني ومستشفى المزرعة الخاص، عن الخدمة بسبب القصف وانقطاع الكهرباء، مما ترك الجرحى والمصابين دون رعاية طبية كافية.
وأطلق المطران أنطونيوس سعد نداءً إنسانياً عاجلاً، وأكد أن 300 ألف عائلة في السويداء تحت الحصار منذ ستة أيام دون ماء أو غذاء أو كهرباء.
وتتصاعد الاتهامات للحكومة الانتقالية بتسهيل الهجمات، حيث أفادت شبكة "السويداء 24" بأن الحكومة تمنع دخول المواد الغذائية والطبية إلى المحافظة عبر حواجزها، بينما تسمح بمرور آلاف المسلحين لشن الهجمات.
ويحذر ناشطون ومواطنون سوريون من خطر الانزلاق نحو حرب أهلية، مطالبين الحكومة الانتقالية بالتدخل العاجل لوقف تدفق المقاتلين ووضع حد للتحريض الطائفي، كما دعت منظمات محلية إلى فتح ممرات إنسانية لتأمين الغذاء والدواء للسكان المحاصرين.