بلدي
حذّر وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) من استغلال الوضع الأمني المتدهور في الجنوب السوري، على خلفية التطورات الأخيرة في محافظة السويداء، داعياً إياها إلى لعب دور بنّاء وتجنّب التصعيد.
وقال فيدان، في تصريحات للصحفيين في نيويورك على هامش مشاركته في "الاجتماع غير الرسمي الموسع بشأن قبرص"، إن "الانتهازية في هذه المرحلة الحساسة تنطوي على مخاطر كبيرة"، مؤكداً أن أنقرة تراقب تحركات "قسد" عن كثب، وأن على جميع الأطراف دعم مسار التهدئة لا تعقيده.
وفي سياق متصل، ندد فيدان بالهجمات الإسرائيلية المتصاعدة على سوريا، مشيراً إلى أن إسرائيل تمارس سياسة تقوم على زعزعة استقرار المنطقة، عبر استهدافها المستمر لمواقع في غزة والضفة الغربية ولبنان وإيران، وأخيراً دمشق وجنوب سوريا.
وأكد فيدان أن إسرائيل "تمنح الأولوية لأمنها القومي متجاهلة سيادة الدول الأخرى"، مشيراً إلى أن الغارات الأخيرة شملت 160 هدفاً في أربع محافظات سورية بذريعة حماية الدروز.
وأوضح الوزير التركي أن هناك "خريطة طريق جديدة" تُعد نموذجاً إقليمياً، وضعت بجهود الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، بالتعاون مع الولايات المتحدة، والاتحاد الأوروبي، والسعودية، لتمكين الحكومة السورية الجديدة، التي نالت اعترافاً دولياً بعد توليها السلطة في كانون الأول/ديسمبر الماضي.
كما أعلن عن اتصالات مستمرة بين أنقرة ودول الجوار، لا سيما الأردن، الذي تتقاطع حدوده مع مناطق التوتر في السويداء، إضافة إلى تواصل مع المبعوث الأميركي إلى سوريا، توم باراك، لتنسيق الجهود وتبادل المعلومات.
وشدد فيدان على رفض بلاده محاولات إسرائيل "تحريض جزء من الدروز ودعمهم"، مطالباً بإنهاء الصراعات بينهم وبين البدو عبر تدخل قوات الأمن، ومنع وقوع خسائر بين المدنيين.
وحذر من أن السياسات الإسرائيلية لا تهدد استقرار المنطقة فحسب، بل أمن إسرائيل نفسها، داعيًا المجتمع الدولي إلى التحرك "قبل فوات الأوان".