بلدي
دعت وزارة الخارجية الأمريكية الحكومة السورية إلى سحب جميع قوات الجيش والأمن الداخلي من محافظة السويداء، في محاولة لتهدئة التوترات المتصاعدة وتجنب المزيد من التصعيد في المنطقة.
ويأتي هذا الموقف في ظل استمرار العمليات العسكرية التي تشهدها المدينة، والتي خلفت أزمة إنسانية متفاقمة تهدد حياة مئات الآلاف من المدنيين.
وأعرب عضو الكونغرس الأمريكي جو ويلسون عن دعمه لجهود الرئيس دونالد ترمب لتخفيف حدة التوتر في سوريا، مشدداً على ضرورة وقف الغارات الإسرائيلية على الأراضي السورية فوراً، واصفاً إياها بأنها "تصب في مصلحة إيران والحزب الشيوعي الصيني وبوتين"، وتعد "بمثابة انتحار لإسرائيل".
كما دعا إلى محاسبة المسؤولين عن الجرائم الطائفية ومحاربة مهربي المخدرات الانفصاليين، معتبراً أن هذه العوامل تقوض فرص تحقيق السلام والاستقرار في سوريا.
وبحسب ما أفادت شبكة “السويداء 24”، تشهد مدينة السويداء وريفها الغربي عمليات عسكرية مكثفة، حيث تواصل القوات العسكرية اقتحام الأحياء السكنية، خاصة في مناطق قريبة من الكنيسة على طريق قنوات وحي مساكن الخضر.
وأفادت مصادر محلية باستمرار نداءات الاستغاثة من السكان، مع ورود تقارير عن قصف بقذائف الهاون استهدف بلدة الكفر، التي تأوي أعداداً كبيرة من النازحين المدنيين.
وفي سياق متصل، أصدرت الرئاسة الروحية في السويداء بياناً يدعو إلى استمرار "الدفاع المشروع عن النفس"، مؤكدةً رفضها لأي اتفاقات مع القوات العسكرية، ومطالبةً بانسحاب غير مشروط لجميع القوات التي اقتحمت المدينة.
كما أشار البيان إلى استمرار الانتهاكات، بما في ذلك عمليات النهب والتعفيش التي تستهدف ممتلكات المدنيين في قرى ريف السويداء الغربي، حيث تنقل السيارات المحملة بالممتلكات المنهوبة إلى منطقة اللجاة وريف درعا.
في الوقت نفسه، أصدرت وزارة الداخلية السورية والشيخ يوسف جربوع، شيخ عقل الطائفة، بيانين متزامنين يدعوان إلى وقف إطلاق النار، مع انسحاب القوات العسكرية إلى ثكناتها ونشر حواجز أمنية تضم عناصر من الشرطة المحلية وأبناء السويداء.
ومع ذلك، أكدت الرئاسة الروحية عدم التوصل إلى أي اتفاقات، مشددة على ضرورة انسحاب القوات العسكرية فوراً لوقف الانتهاكات.
وتعاني السويداء من أزمة إنسانية خطيرة، حيث أدى إغلاق الطرق بين دمشق والسويداء إلى شل الحركة، مع توقف شبه كامل لخدمات المستشفى الرئيسي في المدينة.
وتشهد المنطقة انقطاعاً في التيار الكهربائي والمياه وشبكات الاتصالات، مما زاد من معاناة السكان، فيما أفادت مصادر محلية بوجود جثث متناثرة في الشوارع، مما يعكس حجم الكارثة الإنسانية.