بلدي
أعرب الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، عن قلقه من الغارات الجوية الإسرائيلية على الأراضي السورية، داعيًا إسرائيل إلى احترام سيادة سوريا وسلامة أراضيها، والامتناع عن أي أعمال عسكرية من شأنها تأجيج الوضع المتوتر.
كما شدد غوتيريش على أهمية دعم انتقال سياسي شامل وموثوق في سوريا، بما يتوافق مع قرار مجلس الأمن 2254.
وجاء ذلك بالتزامن مع تصاعد حدة العنف في محافظة السويداء جنوبي سوريا، حيث عبّر غوتيريش عن قلقه البالغ إزاء استمرار المواجهات التي أسفرت عن سقوط عشرات الضحايا، بينهم مدنيون.
وفي بيان صدر عنه، دان الأمين العام للأمم المتحدة القتل العشوائي للمدنيين، التحريض الطائفي، ونهب الممتلكات الخاصة، مؤكدًا أن هذه الأعمال تُسهم في تأجيج التوتر المجتمعي، ومطالبًا السلطات السورية والقادة المحليين بـخفض التصعيد، حماية المدنيين، ومنع المزيد من التحريض.
كما طالب غوتيريش بـتحقيق علني وشفاف في الانتهاكات، ومحاسبة المسؤولين عنها.
ومن جهته، أكد المتحدث باسم الأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، أن نائبة المبعوث الخاص إلى سوريا، نجاة رشدي، تتواجد حاليًا في سوريا، وتواصل الدعوة إلى الحوار وخفض التصعيد بين الجهات الفاعلة والسلطات السورية. كما أشار إلى أن المنسق المقيم للشؤون الإنسانية، آدم عبد المولى، يرسل الرسائل ذاتها.
وأفادت تقارير من شركاء الأمم المتحدة بأن الخدمات الطبية منهكة، والأسواق والخدمات الأساسية مثل الكهرباء والمياه والتعليم معطلة في عدة مناطق متضررة داخل محافظة السويداء.
وأكد المسؤول الأممي أن عمليات المساعدات الإنسانية لا تزال معلقة، نظرًا لتعذر الوصول إلى المناطق المستهدفة بسبب سوء الأوضاع الأمنية، مضيفًا أن الأمم المتحدة جاهزة للاستجابة فور تحسّن الظروف.
في سياق متصل، أعربت لجنة الأمم المتحدة للتحقيق بشأن سوريا عن قلق بالغ إزاء تصاعد العنف في السويداء، مؤكدة أن الحكومة السورية تتحمل مسؤولية حماية حقوق الإنسان لجميع الأفراد دون تمييز.
ودعت اللجنة جميع الأطراف إلى وقف العنف الفوري، تأمين ممرات آمنة، وضمان وصول المساعدات الإنسانية للمدنيين.
وأشارت اللجنة إلى أن الاشتباكات اندلعت بين جماعة محلية مسلحة من الطائفة الدرزية وقوات من عشائر البدو، ما استدعى انتشار قوات أمنية تابعة للحكومة السورية، تبعها سلسلة غارات جوية أعلنت إسرائيل تنفيذها.
وفي هذا السياق، حذّرت اللجنة من أن أي تدخل خارجي من طرف ثالث قد يوسع رقعة النزاع ويزيد من معاناة المدنيين، مؤكدة تلقيها تقارير عن عمليات قتل، اختطاف، نهب للمنازل، وخطاب كراهية متصاعد على الأرض وعبر الإنترنت.
ووفق وزارة الدفاع السورية، قُتل ما لا يقل عن 18 جنديًا خلال الأحداث الأخيرة في المحافظة.
وأوضحت لجنة التحقيق الأممية أنها بدأت فعليًا تحقيقًا في الانتهاكات المحتملة للقانون الدولي لحقوق الإنسان والقانون الإنساني الدولي، في سياق التصعيد الأخير في السويداء، مشيرة إلى أنها سترفع تقريرًا مفصلًا في الوقت المناسب.