بلدي
ازدادت حدة التوتر في السويداء مساء اليوم الثلاثاء، حيث اندلعت اشتباكات عنيفة بين الفصائل المحلية وقوات “الأمن العام” والفصائل العسكرية التابعة لوزارة الدفاع، خلال الساعات القليلة الماضية، مما أدى إلى سيطرة الفصائل المحلية على مركز المدينة والأفرع الأمنية.
وتأتي هذه التطورات على خلفية غضب شعبي متصاعد نتيجة عمليات إعدام ميداني وانتهاكات استهدفت مدنيين عزل، بحسب ما أوردت شبكتا "الراصد" و"السويداء 24".
وأفادت المصادر المحلية بأن دوريات “الأمن العام” انسحبت من معظم أحياء السويداء بعد مواجهات عنيفة مع الفصائل المحلية، التي أحكمت سيطرتها على مركز المدينة، بما في ذلك مبنى المحافظة والأفرع الأمنية.
وتستمر معارك "كر وفر" في محاور متفرقة، مع توافد مستمر للفصائل المحلية لتعزيز مواقعها وسط المدينة، بينما لا تزال أصوات الاشتباكات تتردد بين الحين والآخر.
وشهد محيط المشفى الوطني في السويداء مواجهات دامية بين الفصائل المحلية ومجموعات مرافقة لدوريات “الأمن العام”، تطورت إلى إطلاق نار داخل حرم المشفى، مما أسفر عن إصابات بين المدنيين والمقاتلين.
وناشد الطاقم الطبي الأطراف المتقاتلة بوقف الاشتباكات داخل الأقسام الطبية فوراً، حفاظاً على حياة المصابين والمرضى، وانتهت المواجهات في محيط المشفى بسيطرة الفصائل المحلية على الموقع.
كما سُمع دوي انفجارات قوية في أنحاء المحافظة، خاصة في محيط الفندق السياحي وسط المدينة، حيث تدور اشتباكات عنيفة بالقرب من مبنى المحافظة وقيادة الشرطة. وتُعد هذه المناطق من آخر معاقل القوات الأمنية في المدينة، مع استمرار المواجهات التي تشهد تبادلاً كثيفاً لإطلاق النار.
ويعود تصاعد العنف إلى عمليات إعدام ميداني وانتهاكات نسبت إلى القوات الأمنية التي اقتحمت السويداء لفرض السيطرة، وفق ما أعلنته وزارة الدفاع السورية.
وأثارت هذه الأحداث موجة غضب عارمة بين الأوساط الشعبية، خاصة بعد مقتل أكثر من 20 مدنياً في عمليات استهدفت عائلات مثل آل رضوان وقرضاب، بحسب تقارير سابقة.
واتهم الشيخ حكمت الهجري، رئيس الرئاسة الروحية لطائفة الموحدين الدروز، القوات الحكومية بنكث الوعود ومواصلة استهداف المدنيين، واصفاً ما يحدث بـ"حرب إبادة".
وتشير التقديرات الأولية إلى سقوط عشرات القتلى والجرحى، مع نزوح مئات العائلات من مناطق الاشتباكات في السويداء، كما تسبب انقطاع التيار الكهربائي والخدمات الأساسية في تفاقم الأزمة الإنسانية.