بلدي
دعا الأمير أبو يحيى حسن الأطرش، في بيان صادر عن دار الإمارة في بلدة عرى، إلى وقف فوري للاقتتال الدائر في محافظة السويداء، مشدداً على أن الدولة هي الخيار الوحيد لإعادة الأمن والاستقرار إلى المنطقة.
وجاء في البيان أن الأولوية الآن تتمثل في إنهاء النزيف الدموي ووأد الفتنة قبل اتساعها، مع الترحم على أرواح الضحايا والتمنيات بالشفاء للجرحى. كما أكد الأطرش استمرار التنسيق مع الدولة، ومشايخ العقل، ووجهاء الجبل، للوصول إلى تسوية تُرضي جميع الأطراف.
وشدد على أن الحوار هو السبيل الوحيد لتجاوز الأزمة، مطالباً الفاعلين المحليين بإعطاء فرصة حقيقية لمساعي الوساطة والتواصل الجارية. كما أعرب عن حرصه على حماية حياة أبناء الجبل وحقن دمائهم وسط حالة التوتر الشديد التي تمر بها المحافظة.
ويأتي هذا الموقف في ظل تصعيد غير مسبوق تشهده محافظة السويداء، بعد اندلاع اشتباكات عنيفة بين فصائل محلية وعشائر من البدو، خاصة في حي المقوِّس وريف السويداء، أسفرت وفق مانقل مراسل “بلدي نيوز” عن أكثر من 64 قتيل، بينهم نساء وأطفال، إضافة إلى ما يزيد عن 120 جريحًا.
وكانت الرئاسة الروحية للمسلمين الموحدين قد أصدرت بياناً طالبت فيه بحماية دولية فورية، متهمة جهات أمنية وعسكرية باستهداف قرى حدودية ودعم فصائل مسلحة، في موقف يعكس حدة الانقسام بين مكونات المحافظة.
في الوقت ذاته، أعلنت وزارتا الدفاع والداخلية إرسال تعزيزات إلى المنطقة، شملت قوات فض نزاع ووحدات من الجيش العربي السوري. وأوضح المتحدث باسم وزارة الداخلية، نور الدين البابا، أن هذا التحرك جاء استجابة لـ"طلب شعبي"، بهدف فرض هيبة الدولة، واستعادة المخطوفين، واحتواء حالة الفوضى.
من جهته، عبّر مجلس سوريا الديمقراطية "مسد" عن قلقه حيال تصاعد الأوضاع في السويداء، محذراً من انزلاق الأمور نحو صراعات داخلية يغذيها الخطاب الطائفي، وداعياً إلى التهدئة والانخراط في حوار شامل. كما حمّل الحكومة مسؤولية التصعيد بدلاً من حماية المدنيين.
وتعيش محافظة السويداء حالة من الترقب والحذر، مع وصول تعزيزات أمنية وعسكرية إلى أطراف المدينة، وتواصل بعض المساعي المحلية لرأب الصدع، وسط دعوات متزايدة للعودة إلى صوت العقل وتفادي مواجهة دامية مفتوحة.