بلدي
السويداء ـ سلطان الشيخ
شهدت محافظة السويداء ليلة عنيفة تخللتها اشتباكات مسلحة بين فصائل محلية من أبناء المحافظة ومجموعات مسلحة من عشائر المنطقة، أسفرت حتى لحظة إعداد هذا التقرير عن مقتل أكثر من 50 شخصاً، بينهم نساء وأطفال، وإصابة ما لا يقل عن 80 آخرين، وسط تصاعد التوتر وغياب مؤشرات التهدئة.
وبحسب روايات شهود عيان ومصادر محلية تحدثت إلى بلدي نيوز، بدأت الاشتباكات بعد تعرض المواطن “فضل دوارة” لاعتداء، تم خلاله سلب سيارته ومبلغ مالي كبير كان بحوزته. هذا الحادث أثار غضب مجموعات مسلحة من أبناء المدينة، ما أدى إلى اندلاع اشتباكات استخدمت فيها الأسلحة الرشاشة الثقيلة وقذائف الهاون.
وانطلقت الاشتباكات صباح أمس الأحد، من حي المقوس شمال السويداء، قبل أن تمتد إلى أحياء الحروبي والمنصورة، حيث شهدت تلك المناطق معارك عنيفة. وقال أحد سكان حي الحروبي:
"لم نتمكن من مغادرة منازلنا منذ ساعات الصباح. أصوات الرصاص والقذائف لا تتوقف، والوضع صعب للغاية".
ومع توسع رقعة المواجهات، امتدت الاشتباكات إلى مناطق ريفية شمال وغرب السويداء، خاصة قرى الصورة الكبرى، الطيري، لبين، جرين، تعارة، المزرعة وسميع. وأفاد أحد سكان قرية الصورة قائلاً:
"هذه المرة الثانية التي نُجبر فيها على النزوح بسبب الهجمات على قريتنا".
وأفاد مصدر طبي في المشفى الوطني بالسويداء أن الحصيلة الأولية تشير إلى أكثر من 64 وفاة، إضافة إلى أكثر من 80 إصابة، بعضها في حالة حرجة، مؤكداً صعوبة الوصول إلى عدد من المصابين نتيجة استمرار الاشتباكات.
ورداً على التصعيد، أعلنت وزارة الدفاع السورية إرسال تعزيزات عسكرية إلى محيط السويداء، في مسعى لاحتواء الموقف وفض الاشتباكات. وشوهدت آليات مدرعة وجنود يتمركزون عند مداخل المدينة وعدة نقاط ساخنة.
وفي ظل تدهور الأوضاع الأمنية، تعيش المدينة وريفها حالة من القلق العام، وسط مطالب متزايدة من فعاليات أهلية ودينية تدعو إلى وقف فوري لإطلاق النار، وفتح قنوات حوار بين جميع الأطراف لتفادي المزيد من التصعيد.